الجمعة، 16 ديسمبر 2011

سلام

سلامٌ  .. سلام
على من حطّ على راحتهِ الكلام
فيمسكُهُ و إن وضعهُ ، يُحسنُ بالوضعِ المقام

سلامٌ
على الراحلينَ الباقينَ في دفاتِرنا
بأفعالٍ نُقشت في ذاكرتنا
و تزدادُ عمقًا .. عامٌ بعد عام

سلامٌ
على الساجدينَ الذاكرينَ لمآسينا
بالدمعِ الذي يعنينا .. و لكن نسينا!
دُعاءٌ ، رجاءٌ ، غصّةٌ .. بكاءٌ
بين النيام

سلامٌ
على أوراقِ عمرٍ انطوت
على أصواتٍ غابت و لازالت
تُنادينا لذكرى تشييعِ بعضًا من أحلام

سلامٌ
على مشاعرٍ أنطقها الهوى
على صُدفٍ  إلينا نظرت ..
تبسّمت .. ثم عبرت
فكانت أصدق ما أبقتهُ لنا الايام

سلامٌ
على مواعيدٍ اُنتظِرت
بالقلب بالتاريخِ باليوم بالساعةِ حُفظت
و لكن قدرًا قطع طريقها ..
حطّ عليها و نام

سلامٌ
على رسائلٍ زُرعت تحت الوسائد
بلا اسماءٍ بلا عنوانينٍ نمت و كبُرت
فغطّت ليل المشتاقينَ كالغمَام

سلامٌ
على من لم يسُن لهُ عبور الجسور
بين حروفٍ لم تعد تهوى السطور
فيا عينٌ لم تزَل تقرأ ..
رُدّي السلام  

الثلاثاء، 1 نوفمبر 2011

أليس لك نصيبٌ من البُعدِ بَعدْ ؟ 

حينٌ و حين
و مازال يؤرقني ذاك الحنين
شيءٌ مُتشبثُ ببقايا السنين
و شيءٌ مُعلّقٌ على شفا الغَدْ

حينٌ و حين
ينتابُني وخزٌ من شعورٍ دفين
و كأنه يذكرني بأشياء
ما زالت تسكُن روحي ..
أشياءُ لا تُذكر و لا تُعَدْ

فكيف و أين ؟
أجد ما يدُل كل تلك الأحاسيس الكفيفة
الساكنة هنا .. في قلبي أنا
مامن مُجيب .. و مامن ردْ !

لو تذكر يا قلمي وعودنا القديمة
حروفنا اليتيمة ..
لو تذكر كم تشبعتَ انت مني
حين تشبعتُ أنا بالفقد

رحلوا .. و بقينا
طال الغياب ..
فقلنا : مازال الأمل يحتوينا
و كنا كمن طلب بقوله زيادةً في البُعد !


تصبّرنا بأقوالٍ كُنّا قد حفظناها
تغنينا بألحانٍ في الليالي سمعناها
تمرّسنا التماس خبايا الروح و الوجد

تشابهت علينا ملامحُ الجمال
غدينا نراهُ في كل حال
لم نعد ندري
ان كان الشوك شوكٌ أم ورد !

ارتوينا الحُلم من الخيال
مضينا نتّبعُ الظِلال
حتى وقفت أمامنا تسأل :
أجنونٌ ما أصابنا أم تعشّمٌ بالغد ؟!

ما أصابنا يا صاحبي
هو
ضمأٌ .. و ارتواء
احتياجٌ و اكتفاء
سؤالٌ سئم النداء ،

يا فقدُ يامن تبنّى باسمهِ
كل العنواين و الأرجاء

أليس لك نصيبٌ من البُعدِ بَعدْ ؟



السبت، 8 أكتوبر 2011

قدرٌ ينتظر البدر !

انتصف الشهر
و لم يظهر في سمائي بدر
فقد اعتادت العتمة على مسرح العمر
و تصبّغ على جدرانه سكونٌ للامُنتظَر

لا مكان هناك لبشر
كلُّ ما ارى
اوراقًا لنصِّ مسرحية
كمنجاتٍ بأوتارها مرميّه
و حبرٌ
قد شوّه ملامح الزهر

و في لحظةٍ
تخلل السكون همسٌ من هناك
هناك بين زهرٍ .. تشتت و انتثر
لم أُدرك ان كان ياسمينًا ام بنفسج !
فكلها كانت بلا لونٍ .. و بلا عطر

ألك حضورٌ في سمائي يا بدر ؟
كي تُجمّل بنورك مسرح العمر
و تخبرني
 ماذا يرتجيه بالهمس ذاك الزهر

فلربما تورّدت و جنات الخزامى
 خجلاً من البوح
و استصعب عليها الامر
اظهر .. لأرى ما تحكيه عينيها
و ألتمسُ لها شيئاً من عذر

و لأعلم أياً منها تلك التي تغني
غناءٌ مُعتقٌ بلحنٍ طفوليٍّ يؤرقني
اظهر
لأعلم أياً منها تلك التي تحتضر
 
 تعال يا بدر و بدِّد ظُلمةً
 تكاد تُنسيني ملامح الفجر
تعال واكشف ستار الوحشة
فقد نجد وراءهُ أحدًا ما ينتظر

و ربما أجد كل من هواهُ الفؤاد
 لمسرح عمري قد حضر
و من طال غيابي عنه
لكنه صبر ..
و تحرّى  سعيدَ القدر

فلتظهر يا بدر
لنعزف ألحان ليلةٍ سعيدة
و ننقشُ على بقايا الورق
أبياتاً من قصيدة
فكل ما كان في العُتمة ..
لا تخف .. قد رحل
و اندثر
كل ما كان هناك ..  
لم يعد له اثر  




 

السبت، 3 سبتمبر 2011

لو كنتُ أحلُـمُ

لو كنتُ أحلمُ .. حُلُمًا لا ينتهي
ليس في سباتي
ولا في يقضتي
حلمًا لا أنتهي أنا منهُ .. و لا ينتهي هوَ منّي
و لا أعلم
ان كنت أعيشه بمحياي أم بمماتي

لو كنتُ أحلمُ
بذاك الحلمِ .. و ذاتِ الحلم

لأمسكتُ بأيدي الأماني الصغيرة
و دفئتها في حضني
و قبّلتُ جبينها هامسةً لها :
ما أجملكِ !
فستكبرين .. و أجمل ستصبحين
فتبتسمُ خجلاً
و تكبُر أعوامًا
و يداها مازالتا في حضن يداي


و لو كنتُ أحلمُ

لأخذت من الليل الطويل عهدا
و أمنتُهُ على أحزانٍ قد أرقتنا
فيأخذها ..
و تحت ظلّ نجمةٍ وحيدةٍ يدفنها
فتبكي الأحزان على حالها
و ربما تموت من الأسى ..
وهي مازالت في طريقها
إلى تلك النجمة اليتيمة

لو كنتُ أحلمُ

لرحلت إلى بحور الدنيا
و وقفت على شطئانها .. شبرًا شبرا
و ناديتُها : هلمّي بالشكوى !
لعلني أقتلع منكِ شيئاً من دموع الشاكين إليكِ
و لعلّني أُجيدُ ولو قليلاً من حُلمكِ
فتبدأ نواحها .. ولا تنتهي
و تجف كل مياهها و منها تختفي
فينتهي عالمٌ قد شكى يومًا
و مات مِن شكوى مَن إليه اشتكى !

لو كنتُ أحلمُ

لزرتُ قبور الراحلين
و وقفتُ على رأسها .. قبرًا قبرا
و ألقيتُ عليها السلام
فيردّون السلام
فأسأل : أما لإحدٍ من حاجةٍ هنا ؟
فيجيب بعضًا منهم :
ألقي على من نسونا السلام
فأرحل .. و أفعل


لو كنتُ أحلمُ

لحلمتُ بأني لا أحلم
حتى لا أمسك بالفرح و الحزن بيدٍ واحدة
كما فعلت
ثم أُدركُ بأن كلاهما يتشابهان
و للتفاهم يُجيدان

ثم اقول لهما :
ستفترقان !
فيبكيان
و أبكي معهما

وينتهي الحلم ..
وربما أنام
و أصحو
على بداية حلُم
و نواح قلم
أبلّ بدمعة وسادة
فإذا به
قد بكى قصيدة


الاثنين، 15 أغسطس 2011

ها انتِ ابنةً للعشرين قد صرتِ

و ها هو قد عاد ينادي باسمــها
ككُلّ الصباحات التي كان بها يأتي

قال لها : صباحكِ فاكهةً للأغاني
أخبروني بأنكِ على درويشَ أدمنتِ

ابتسمت بتعجبٍ وقالت : آلام درويش
لا أأسف إن ضاع على قرائتها وقتي

ردّ : يالحظّهِ ! رحل ونسيها وهنا من
لايزال يُنصت له في تفاصيل كل كلمةِ

وهنا كذلك من ناح من شكوى قلبِـهِ
ولا أحد يُعير له اهتماماً أو شيئاً من وقتِ

أخذت تهمس " وعادت حليمة .. " فقاطعها :
يا بنتُ .. ها انتِ ابنةً للعشرين قد صرتِ !

فتسائلت ببلاهةٍ تتقمّصُها من عينيه : فماذا ؟
أتُذكّرني بأن عمري قد مضى .. و لن يأتي ؟

قال لها : بل عمري !
ألم ترئفي بعدُ بحال شيبتي ؟!
بحال من أعطاكِ الحلوى في حضنه أمساً فتناسيتي

يا بنتُ لستُ ممن يُجيد كلاماً تهوين صفّهُ
ولست أُريدُ سوى أن تكوني لي حبيبتي

احتارت بنتُ العشرين أتضحك أم تبكي !
وأخذت بحيرتها تنشدهُ : أنسيت أيام خالتي ؟

و ماذا عن شبابِ الرفقة مع والدي ؟
و رُبا و ميسون و جارتنا بائعة الزيتِ ؟

خطفت أسئلتها ألوان وجههِ ،
قال : يا ابنةً ..
كفاك قالت لهُ ..
لِمَ بترتَ الياء من " ابنتي"؟

قال وعينيه تكاد تُظهر دمعةً :
تمسّكي بمن اشتراكِ
ابتسمت قائلةً :
ان كنتُ قد اعلنتُ البيع فيالحسرتي !

قال : يا ابنتي .. هلاّ رئفتي بحال دمعتي ..؟
أجابته بعماهُ .. ليس كالدّمع مثيلٌ في الخيانةِ

ارحل ياعمي و لا تعكّر صفو عمرك
بحُجّة الهوى ..
وبما قلتَ في تلك اللحظةِ






الأحد، 31 يوليو 2011

أقبل الليل قاصداً بابي





و أقبل الليل قاصدني وقاصداً بابي ..
ليسكن روحي و يجعل من نافذته أضلاعي
جاء الليل ليخطفني من بين أصحابي
و يرميني على أطلال الماضي و الغيابِ

كل ما أشدوه فيك ياليل همُ الأحباب
فماذا ترجو مني ومن أنشودة شوقٍ وعتابِ ؟
لا تقل لي بأنه قد راق لك لحنها السعيد
فكم أخفت في طياتها غصاتٍ من عذابِ

و تسألني.. ان كان للغياب حجةٌ و أسباب
ان كان الرحيل لنا مطلباً .. ام كان علينا اغتصاب
و ان كان للسؤال سائلٌ .. كي يكون له جواب
و أي ذلك من جواب ..
ما تاه بين زوايا الصمت و الاغتراب
و أخذنا نفتش عنه في بقايا ذاكرةٍ رحلت
وبين الرفوف ..
لعلّ عنواناً يشابههُ على متن كتابِ

أقبل الليل صاخباً بسكونه
ناطقاً بصمته ..
سائلاً كعادته ..
مئة سؤال .. آخرها :
أصار عودة الماضي بمن فيه من المحال ؟

الا أيها الليل كم تغنينا فيك و عرفناك بطول البال
أسئمت من ضياع أجوبتي بين التّمني و رجوة الآمال ؟


السبت، 30 يوليو 2011

كأُغنيةٍ لا أفهمُها

يا بختاً عابراً و تاركني ..
تمهل و انتظرني ..
لا تمضي و ترحل .. كأنك لم تفعل
و كأنك تجهل

أقبل .. و كُفّ فتك حيرةٍ
ألقيتها يوماً في صدري
لا أريد أن يُقضى نحبُ قلبي ..
وهو يسأل

كيف ترحل ؟
و قد تشكّلت على ملامح طريقي
ماالذي كنتَ ترجوه بالامس مني ؟
ليتك كنت أجمل

وان عزمت بألا تبقى
فليتك تحدثني عن هواه ..
حدثني عن أجمل ما عشناه
قبل أن ترحل

اقترب يا بختُ مني
اجلس بجانبي و حكايتنا أسمعني
قلي ما الذي كنتُ أفعله ؟
و كيف كان هو يفعل ..


و قلي كيف استكانت الروح بحبه
و على منكب الهوى
كان الصمت قد أثقل

اسألني عما كنت أحفظ
من كلمات ثغره ..
تلك التي ألقى بأجملها على شاطئ الروح
فقد كان كالبحر .. او انبل

و اما عني ..فسأحكي لك عن
عيناهُ و ما تحكي  !
رغم انهما عصيتان على التهجّي
كان كأغنيةٍ أعجميةٍ .. لا تُفهم
و كثيراً من المعاني تحمل

أتذكر يا بختاً ألحان صمته السحري ؟
كان أغنيتي التي لا أفهمها ..
و أعشقها !
فهل هناك أجمل ؟

ابتسم البخت راحلاً
و في عينيه الدمع قائلاً :
كان كذلك .. وهاهي أغنيتكِ تناديني
و معها سأرحل


الأربعاء، 20 يوليو 2011

هل لرحلة الرحيل بالابتداء ؟

ان كان للصبح قدومٌ قريب ..
و للأمس عودةٌ بعد مغيب
فهلِّ بساعة لقاء بذاك الغريب ؟
ذاك الذي على كل أسئلتي يُجيب

و كيف لي ان ارجو اللقاء
ألقطرة مطرٍ عودةٌ للسماء
و لربيعٍ قدومٌ قبل شتاء ؟

كيف لك ياقلبي بالرجاء !
و هاهي الأشياء تتبدل بالأشياء
و تغمرنا الدنيا في كثيرٍ من الأقوال و الأفعال ..
في كثيرٍ من الألقاب و الاسماء


و رغم ذلك .. مازال في الذاكرة متسعاً من فناء
مازلتُ أجعل من احدى زواياها مكاناً لتلك الاشياء
أُعلّق فيها
أياماً جميلةً مضت ،
أحلاماً انتهت ،
أسماءاً لم ترتحل عنها .. وعليها رست
أُعلّق فيها كثيراً من سنين العمر .. و أُطفئ عليها الأضواء

يا زماناً ضعنا فيه و تُهنا ..
بين الأمس و اليوم .. بين الحقيقة و الأهواء
هل لرحلة الرحيل بالابتداء ؟
أما الأحلام التي لم التمس شيئاً منها بعد
سأتركها فيك ..
لعلها.. وان كانت لغيري .. تعيش  بلا انتهاء

 

الاثنين، 27 يونيو 2011

عندما يبتدئ الحديث مع فيروز

بعمق صوتها ..اعتاد الصبح سماع حكايا
من سالف العصر والأوان
و لكن هذ المرة
لم يطق الصبح سماع مايحكيه ذاك الصوت الوتير

رغم انني صبّرته عندما علا صوتها
ب “مثل السهم الراجع من سفر الزمان ”
سألت الصبح : أتذكرها ؟
و قد غنتها فيروز منذ زمنٍ ليس بقصير

اتذكر عندما أدركت يوماً
انها تعني سهماً مسمماً من النسيان
أخذ الصوت يرنو
رغم انه كاد ان يختنق بذكرى اصبح بها أسير

و بدأت تحكي قصتها
” قطعت الشوارع ما ضحك لي انسان ”
كما بدأ يلتمس الروح شيئاً من أسى ليس له نظير

و عندما أبلّت طيناً دُفن به قلبي حياً
بقولها ” كل أصحابي كبرو و تغير اللي كان ”
تسائلت : الصحب ؟
فخطفني صوتها قبل ان يرتد السؤال في مسمعي .. قائلاً

” صاروا العمر الماضي ”
اي ماضٍ .. اي مضارعٍ .. اي حرفٍ اي ضمير
و اي كلماتٍ تحكي ما قد حكم به المصير
عن اي الحكايا .. يا فيروز .. كنتِ تغنين


الأربعاء، 22 يونيو 2011

قد قيـل لي عنـكِ

تختالنا الأقدار على وجه الحياة حيناً
و حيناً تختبئ ..
تختالنا و تغتال فينا أحلامنا و كل
ما يستملكه هوانا

فكم دفنت تلك الأقدار آمالاً
ظنناها لن تنطفئ ..
و كم غنّى الدمعُ فرحةً لمولدِ
أملٍ على قبر أمانينا

فكل الحكاية تتلخص بين صُبحٍ
يُظهر قواه ..
وبين ليلٍ منصتٍ للشكوى بما
أحدث الصبح فينا

قد قيل لي بأن للحياة ألواناً
تتشكل بفرشاة ..
فكيف إن ضاعت فرشاً كانت
أمساً بأيدينا

وكيف هو حال من جعل خطوط
العمر بلا بدايةٍ ولا نهاية ..
وأخذ يلطّخها بالنسيان حيناً
و بالصبر أحيانا

احتار و حيرته ركنت في احدى
زوايا الصمت ..
و بقيت اللوحة بلا أي ملامحٍ تقوّي
آمالاً تحتوينا

قد قيل لي عنكِ يا حياة ما قد قيل
و أصدق القول ما أحدثته السنين فينا ..



الأربعاء، 15 يونيو 2011

ألا ليت ماوراء الليت يأتي


و هاهي وجنات المكان تزهر بربيعٍ جميل
بعد جفاء شتاءِ البُعد ذاك المرّ بليلهِ الطويل
فقد جنى على الحكايات العتيقة داء الرحيل
فمضى اولها حكايةً للوفاء ذات عهدٍ أصيل

. . . .

فكم غريبٌ هو حال الربيع بمبسم زهره و طيره
وكأن الدمع لم يقف على بابه طوال ليل الشتاء

فكم بكى حيناً من قسوة بردِ الرياح وكم بكى
 أكثر على ماأصاب قلوبٌ قد تآلفت من جفاء

فليت الذين رحلوا بالأمس كانوا كالربيع مبتسماً
وان بلل الدمع مبسمهُ تداعى بأنها فرحة اللقاء

وليت ماوراء الليت يأتي و يمر بعالمنا ولو لليلة
فسئمت من كونه كلاماً لا يجدي . . .  كالهباء



الثلاثاء، 31 مايو 2011

عُدت لذاك المكان

عُدت الى هناك
بعد زمنٍ يائسٍ مُتمسكٍ بهوى قلبٍ يعشقُ كل شيءٍ بِلاك !


عُدت كي أمسح ما تبقى من آثارٍ لخطواتنا الممتلئة بالطين
بعد أن مكثنا دهراً ندفن كل مايذكرنا بالماضي الحزين

عُدت لذاك المكان ..
وأُقسم انه لا شوقٌ قد جاء بي .. أو حنينٌ الوجدان
انما هو سرٌ كان علي افشاءه .. ولكن فات به الأوان

فلم يعد يجدي السؤال .. هل كان ذاك السرُّ لعمري رهان ؟!
أم كان ذنبٌ ارتكبته .. و لم يغتفره لي الزمان ..!

عُدت اليوم كي أقول لكل ما مضى .. انتهيت
و أخذت من العمر ما يوفي .. و اكتفيت
فاليوم .. بكل شغف الحياة قد أتيت
كي أُحرق كل الذكرى ..
و إن كان معها قلبي الذي به وفّيت

أتيت .. كي أُغني وان كان ذلك كغناء الطيور حين تحتضر
او كان ذلك .. نهايةً للقدر

فسأغني لمولدي .. لأمي و أبي
سأغني للوطن بلحنٍ مُرتلٍ من طفولتي

سأغني أغنية اذاعةٍ مدرسية .. حتى ان مكثت للمساء
سأغني فيروزاً .. " آخر أيام الصيفية "
سأغني للفتى والصبية .. للموقد و النار ..  و " على جسر اللوزية "

و أنظر للسماء والنجوم .. فلربما ترأف بحالي و تشدّني إليها ..
و أمكث دهراً أُناجي نفسي عليها .. و أكون فيها شيئاً مجرّداً منها وإليها

هاهي أنا .. أحلم بغنائي لوحدي في ذاك المكان
بلا أرضٍ بلا شجر .. بلا قمرٍ ولا بشر .. هناك قد كان !

فلم يجدي بي غناءٌ .. ولا رثاء
تماماً كما لم يجدي على مذنبٍ بكاء

أخذت أُلملم قلمي .. حرفي و قافيتي
و ربما أصبحت بي قافلتي .. تجرُّ ورائها حزباً من الأحزان على رمل العمر

هاهي أنا .. و قد رأيتُ نفسي تمضي ..
راحلةً و كأنها تتناسى الكثير ورائها .. بل و كأنها
تخلّت عني و تركتني هنا .. بلا ملامح فرح
و بلا أملٍ بلقاءٍ جديد ..!

رَحَلَت .. و توقف بي مع رحيلها الزمان
و انتهت الحكاية .. هنا في هذا المكان

الجمعة، 20 مايو 2011

نطق الغياب

وبدأت تندثر الذكرى التي لطالما .. عاهدتك أن أبقيها خالدةً لك أيها الحبيب

بدأت تندثر تحت صفحات أيام الغياب .. حتى طالت بي وصار ذكراها أمرٌ مريـب

لم أعد أشعر بحنيــنٍ اليك بـل غدا .. حضور خيــالك في الارجـاء مرٌّ و كـئيـب

لم أعد أشتاق ولكن كلما نويت النسيان .. وقف الهوى أمام نفسي كالغريب

لاتسألني لم؟ وكيف؟ ومالذي دهى قلباً .. شُغف أمساً بحبٍ احترق به كاللهيب

بل دعنـي أسـألك أنــا .. كم سنةٍ مرّت بيننــا .. و بين يــوم المغيــب ؟!

لو كـنت قد فارقـت الحياة لكان خيراً .. على قلـبي من حــيٍ لا يستـجيـب

لكُنت رثيــت القلب وأمّلـته بالله .. وبلقاءٍ عنــده .. حتى ان لم يكن قـريب

لكُنت دعـوت لك برحمةٍ ومغفرة .. و سألت المولى : ربي لدعائي استجيـب

لكنك تركت مكانك خالياً نائيا .. وذهلت الهوى برحيـلٍ بلا موعدٍ عجيـب

جرحت الروح بصمتك بعد ما تعشّمت .. بالقرب وان تصبح لها وفيٌّ حبيب

سأنساك أقولها لك ألف مرةٍ .. وعسى أن يكون النسيان لجروحي طبيب


الأربعاء، 18 مايو 2011

أحنُّ إلى يومٍ لم يأتي بعد

أحنُ إلى يومٍ لم يأتي بعد
أحنُ إلى إيفاءٍ لأصدق وعد
فرُغم أنني كثيرةٌ بالخطايا .. و كثيرةٌ بالخطايا
ولكن الحنين قد أغمض عيناي .. بل أعماني بالغد

أتوق إلى مكانٍ قريبٍ منك إلهي
فقد أرّقني كل مايُغوي النفس من الملاهي
أرّقني ذنبٌ ذو ستين وجهٍ في كل مكانٍ ألقاه
أُريد قربك .. فليس كقربك مكانٍ يضاهي

ربي .. أرسل لي نوراً يُمسك بيداي
نوراً أُبصره بقلبي الشقيّ لا بعيناي
فيشدني من عالمٍ قد حالَ به الحالُ حتى التدنس
هلِّ بدربٍ للسماء فقد استكانت في دُنياي خطاي

ربي ..
كم أودّ أن أمتلك روحاً كاللؤلؤ غير هذه الروح
غير هذه التي شاخت بالأحزان والخطايا والجروح
وهلِّ كذلك بجسدٍ آخر .. لم ينظر لما قد نظر
لم يسمع أو ينطق .. لم يفعل أو يعرف بشر!
أريد جسداً يجهل كيف يبكي .. وكيف ينوح

وان كان لي في قربك مكان ..
لا أريد غير عفوك ورحماك
غير آمانٍ وراحةٍ في حماك
جنة ً.. الهي .. جنة ً خالدةً
تقتلع مني كل الأحزان .. والنسيان

فلا شيء أبغيهِ من هذه الحياه
وان كان هنالك شيئاً ما ..
فهو خليلٌ لا أقوى أن أنساه
من تملّكني .. وتملك قلباً احتواه
أريد قلمي ..
ذاك الخليل الذي يحكيني على متنِ كُل شيء .. على مذكرةٍأو زوايا كتابٍ عتيق
يحكيني و يخط كل ما يحتويني .. على كل الأشياء وان كان بلا أوراق
ففي حين تلك اللحظات التي .. يكون عالمي بأحزاني قد ضاق
وحده ذاك الخليل يشدُّ بيدي .. وحده من كان يواسي .. و لي راق
وكثيراً ما أتجرد من كل المشاعر .. إلا هو .. أحنُّ له واشتاق
وحده الهي من بين كل أشيائي .. فليس مثله من يجيد لمشاعري العناق

فهلِّ بذلك رباه .. يامن وسع الكون رحماه

السبت، 26 مارس 2011

حروفي


يا حـروفي .. 
خذيني إلى حالٍ تشكّل من ماضٍ بعيدٍ سعيـــدِ

إلى دفء حضنٍ ..إلى قلب أمي الحنون الودودِ

إلى صدى صوتٍ راحلٍ . . لم يعد له من وجــودِ

ثم جرّديني من العناوين في مكانٍ بــعيدٍ بعيدِ

اسقني من ماء وردٍ كلما نفذ طلبت منه المزيدِ

خذيني اليه، كي اعلمه درساً في الايفاء بالوعودِ

وروضـي روحاً تمــــرّدت وتحــررت مـن القيــودِ

تحــررت مــني أولاً .. من صبـــري ومن صمـودي

لا أدري يا أيتــها الحــروف ، هل لـكِ بالـــردودِ ؟

أم تسـاؤلات البشـر أوقفتك في حيـــرةٍ وجمـودِ

قلبي قد ضاع بأحاسيسهِ و أصبح بحالــه كالشريدِ

والدم مازال يساير النـــبض ويـجري في الــوريدِ

ردّي ياحروفي أو اذهبي بي لذاك المكان البعيدِ

واجعلي منكِ ومن شعري وقافيـتي جسراً مديـدِ

يوصلني إلى أرضٍ للأمــــــلِ والعــيش السعــيدِ

الأحد، 20 مارس 2011

كمـانٌ وعطر


كمانٌ وعطر

قافية قصيدةٍ نُحتت على حجر

لحنٌ وصوت نداءٍ ظننتهُ قد اندثر .. أين اندثر ؟

في قلبٍ لطالما عطش فلم يجد إلا كأس الصبر

فسألته : أرتَويت ؟

أم بالعطش عمراً قد قضيت .. ومن ترديد السؤال قد سئمت واكتفيت ؟

سؤالٌ مني .. وسؤالٌ من كل تلك الأصوات حولي .. فتمنيتَ ماتمنيت



قفي لحظةً أيتها الأوتار .. وردّي عني حرقة الآه

قفي وأوقفي عزفاً يبكي وينوح على ذكراه

فإن لم تفعلي .. ولن تفعلي , فاعزفي لحناً يقودني لأنساه

لحناً يشدّني من عالمه ويُرقصني على جروحي .. على حكايتي .. بل على كل ماكتبته في هواه



لم تسمع تلك الأوتار مني .. ومازال ذاك الكمان يقع ضحيةً لها .. وكأنه أنا

ضحية جنازةٍ تُشيدُ في كل ليلةٍ ذكرى

ضحيةُ سطورٌ وسطور

رغباتٌ .. وعشرون ألف شعور



حتى رأيت تلك السطور في لحظة وقد بدأت تتلاشى عنها كل الكلمات ..

وتتعانق وداعاً حروفٌ تجاورت لسنوات



فافترقت الحاءُ عن الباء

وتجرّدت الألف من كل الهمزات



احترت حينها .. حيرةً لم يجد فيها مكاناً غير الدموع والآهات

أهي أخطائنا ؟ أم هي للقدر زلاّت ؟

أهي حكمة ؟ .. لاتسألي عن ذلك .. !

فقد شاء ربنا أن تمزّق كل الذكريات

وأن تُبتر حكايةٌ ذات نبضٍ توقف فجأه .. ثم مات



مازالت الأوتار تعزف .. ومازالت الذكرى تنزف

ومازالت تلك الحروف تتجرد منه ومني

و رغم ذلك .. ها أنا أخطُ له مشاعراً وكلمات

في البالِ لحنٌ


في البالِ لحنٌ .. من الحاضر يأخذني

ويحملني على أوتار ماضٍ أعشقـــــهُ



في البالِ لحنٌ أيقض الذكرى بعد زمنٍ

بعد لياليـــاً كنت فيهـــا أسمعــــهُ



فأتى على البالِ من أخشـــــى تذكـره

أتى مع لحنٍ .. وكأنه من كان يعزفـــهُ



أتى مبتسماً وتحكي عينيـــه شــــوقٌ

فاشتعــل القلــبُ بحنينٍ كاد يقتــــلهُ



في البال لحنٌ حزيــــنٌ .. وأغنيــةٌ

آهٍ لــــو أن فيــــروزَ تسمــعـــــهُ



في البالِ روايةٌ لم يكملها كاتبهـا

وحكـايــــةٍ عشت بطولتهــــا معـهُ



على الشرفـــاتِ .. و رسائل الــحبِّ

و ماكان على أرجـــل الحمامِ يعـقدهُ



مع الزهــر والبــدرِ والطــــــربِ

وديــوانٍ كل ليلـــة لي يــــقرأهُ



أتت ذكـــراك على البالِ من لحـــنٍ

فكــــانت للحــاضر ضيفــاً أثقلـهُ



ليت المـــاضي يرحـــل مع من رحلَ

ويأخــــذ كل مـالا أريد تــــذكـرهُ

لعلها يوماً تصل إلى السماء


سألونني لماذا
لماذا لم أشارك الجميع وانثر أمنياتي في الهواء
لم لا أجعلها تحلق .. لعلها يوماً تصل إلى السماء


ما أجملهم
عندما رأيتهم يخطون أمانيهم على بالونات ملونة
جميلةٌ حرةٌ وبألوانِ الحياة كانت مكونة


لكنني لم أنوي فعلهـــــا
فأمنياتي لطالما عاشت كشفرات لم يقرأها أحد .. ولم يعلم بها غير إلهـــي
أمنياتي .. التي قد وسعت بكثرتها السماء .. ولكن قلبي لم يعجز أن يحتضنها


أمنيـــــــــــاتي
لم تُخط على رمل البحر .. رغم انني بحت له عن كل أسراري
لم تُخط على الورق .. رغم أنه حفظ من كل أسطره أشعـــاري
ولـــن تخط حتى على ألواح من ذهب أو على أكرم الأحجـــــارِ

فأمنيـــاتي حرّة و مخبأة في روح لا تطيق قيوداً ولا أســــوارِ

25 , كانون الأول , 2010