الثلاثاء، 31 مايو 2011

عُدت لذاك المكان

عُدت الى هناك
بعد زمنٍ يائسٍ مُتمسكٍ بهوى قلبٍ يعشقُ كل شيءٍ بِلاك !


عُدت كي أمسح ما تبقى من آثارٍ لخطواتنا الممتلئة بالطين
بعد أن مكثنا دهراً ندفن كل مايذكرنا بالماضي الحزين

عُدت لذاك المكان ..
وأُقسم انه لا شوقٌ قد جاء بي .. أو حنينٌ الوجدان
انما هو سرٌ كان علي افشاءه .. ولكن فات به الأوان

فلم يعد يجدي السؤال .. هل كان ذاك السرُّ لعمري رهان ؟!
أم كان ذنبٌ ارتكبته .. و لم يغتفره لي الزمان ..!

عُدت اليوم كي أقول لكل ما مضى .. انتهيت
و أخذت من العمر ما يوفي .. و اكتفيت
فاليوم .. بكل شغف الحياة قد أتيت
كي أُحرق كل الذكرى ..
و إن كان معها قلبي الذي به وفّيت

أتيت .. كي أُغني وان كان ذلك كغناء الطيور حين تحتضر
او كان ذلك .. نهايةً للقدر

فسأغني لمولدي .. لأمي و أبي
سأغني للوطن بلحنٍ مُرتلٍ من طفولتي

سأغني أغنية اذاعةٍ مدرسية .. حتى ان مكثت للمساء
سأغني فيروزاً .. " آخر أيام الصيفية "
سأغني للفتى والصبية .. للموقد و النار ..  و " على جسر اللوزية "

و أنظر للسماء والنجوم .. فلربما ترأف بحالي و تشدّني إليها ..
و أمكث دهراً أُناجي نفسي عليها .. و أكون فيها شيئاً مجرّداً منها وإليها

هاهي أنا .. أحلم بغنائي لوحدي في ذاك المكان
بلا أرضٍ بلا شجر .. بلا قمرٍ ولا بشر .. هناك قد كان !

فلم يجدي بي غناءٌ .. ولا رثاء
تماماً كما لم يجدي على مذنبٍ بكاء

أخذت أُلملم قلمي .. حرفي و قافيتي
و ربما أصبحت بي قافلتي .. تجرُّ ورائها حزباً من الأحزان على رمل العمر

هاهي أنا .. و قد رأيتُ نفسي تمضي ..
راحلةً و كأنها تتناسى الكثير ورائها .. بل و كأنها
تخلّت عني و تركتني هنا .. بلا ملامح فرح
و بلا أملٍ بلقاءٍ جديد ..!

رَحَلَت .. و توقف بي مع رحيلها الزمان
و انتهت الحكاية .. هنا في هذا المكان

الجمعة، 20 مايو 2011

نطق الغياب

وبدأت تندثر الذكرى التي لطالما .. عاهدتك أن أبقيها خالدةً لك أيها الحبيب

بدأت تندثر تحت صفحات أيام الغياب .. حتى طالت بي وصار ذكراها أمرٌ مريـب

لم أعد أشعر بحنيــنٍ اليك بـل غدا .. حضور خيــالك في الارجـاء مرٌّ و كـئيـب

لم أعد أشتاق ولكن كلما نويت النسيان .. وقف الهوى أمام نفسي كالغريب

لاتسألني لم؟ وكيف؟ ومالذي دهى قلباً .. شُغف أمساً بحبٍ احترق به كاللهيب

بل دعنـي أسـألك أنــا .. كم سنةٍ مرّت بيننــا .. و بين يــوم المغيــب ؟!

لو كـنت قد فارقـت الحياة لكان خيراً .. على قلـبي من حــيٍ لا يستـجيـب

لكُنت رثيــت القلب وأمّلـته بالله .. وبلقاءٍ عنــده .. حتى ان لم يكن قـريب

لكُنت دعـوت لك برحمةٍ ومغفرة .. و سألت المولى : ربي لدعائي استجيـب

لكنك تركت مكانك خالياً نائيا .. وذهلت الهوى برحيـلٍ بلا موعدٍ عجيـب

جرحت الروح بصمتك بعد ما تعشّمت .. بالقرب وان تصبح لها وفيٌّ حبيب

سأنساك أقولها لك ألف مرةٍ .. وعسى أن يكون النسيان لجروحي طبيب


الأربعاء، 18 مايو 2011

أحنُّ إلى يومٍ لم يأتي بعد

أحنُ إلى يومٍ لم يأتي بعد
أحنُ إلى إيفاءٍ لأصدق وعد
فرُغم أنني كثيرةٌ بالخطايا .. و كثيرةٌ بالخطايا
ولكن الحنين قد أغمض عيناي .. بل أعماني بالغد

أتوق إلى مكانٍ قريبٍ منك إلهي
فقد أرّقني كل مايُغوي النفس من الملاهي
أرّقني ذنبٌ ذو ستين وجهٍ في كل مكانٍ ألقاه
أُريد قربك .. فليس كقربك مكانٍ يضاهي

ربي .. أرسل لي نوراً يُمسك بيداي
نوراً أُبصره بقلبي الشقيّ لا بعيناي
فيشدني من عالمٍ قد حالَ به الحالُ حتى التدنس
هلِّ بدربٍ للسماء فقد استكانت في دُنياي خطاي

ربي ..
كم أودّ أن أمتلك روحاً كاللؤلؤ غير هذه الروح
غير هذه التي شاخت بالأحزان والخطايا والجروح
وهلِّ كذلك بجسدٍ آخر .. لم ينظر لما قد نظر
لم يسمع أو ينطق .. لم يفعل أو يعرف بشر!
أريد جسداً يجهل كيف يبكي .. وكيف ينوح

وان كان لي في قربك مكان ..
لا أريد غير عفوك ورحماك
غير آمانٍ وراحةٍ في حماك
جنة ً.. الهي .. جنة ً خالدةً
تقتلع مني كل الأحزان .. والنسيان

فلا شيء أبغيهِ من هذه الحياه
وان كان هنالك شيئاً ما ..
فهو خليلٌ لا أقوى أن أنساه
من تملّكني .. وتملك قلباً احتواه
أريد قلمي ..
ذاك الخليل الذي يحكيني على متنِ كُل شيء .. على مذكرةٍأو زوايا كتابٍ عتيق
يحكيني و يخط كل ما يحتويني .. على كل الأشياء وان كان بلا أوراق
ففي حين تلك اللحظات التي .. يكون عالمي بأحزاني قد ضاق
وحده ذاك الخليل يشدُّ بيدي .. وحده من كان يواسي .. و لي راق
وكثيراً ما أتجرد من كل المشاعر .. إلا هو .. أحنُّ له واشتاق
وحده الهي من بين كل أشيائي .. فليس مثله من يجيد لمشاعري العناق

فهلِّ بذلك رباه .. يامن وسع الكون رحماه