الأربعاء، 25 ديسمبر 2013

الأصدقاءُ بداية السعادةِ و خواتيمُها *


شهيةٌ مفتوحة للكتابة
كلماتٌ متزاحمةٌ مُتدافعة
ضحكة قلبٍ مُخبأه
ابتسامةٌ لاتودُ أن تنام
طيرٌ أحبّ ثقوب شبابيكنا
لحنانٍ على مهلٍ يُعزفانِ
عيناكِ و سحرُ مجرّتان
حكاياتكِ
المدُّ و الجَزرُ خلف صوتكِ
سعادةٌ تفتحت تحت شمس شتاء
ارتعاشةُ قلبٍ أمام صورته في مِرآة
احتضانُ أصابعنا حول فراغِ فقدنا
دفءُ اللقاء في تجمّد السماء
عذوبةٌ لم أعهدها من ماءِ عينيّ
فناجينٌ مملوءةٌ منسيّة
مفاتيح پيانو صامتة
لذة بوحٍ في الهُنا،
ولا شيءٌ من المُنى في الهُناك
هلالٌ ناقصٌ يتسارع نحونا
مدينتنا المظلمةُ تضيءُ ظلالنا
لنبقى على خشبةٍ في منتصفِ طريقْ
نتجاهلُ خطوَ و نظراتِ العابرين
فتزرعين في يدي غصنٌ مُذهّب
حُفرت حروفٌ عليهِ أخبرتني: 
أن بدايةِ السعادة أنتِ، 
و خواتيمها تُنسى معكِ





لصديقةِ العُمر الباقي (). 
* العنوان مُقتبس 

الأحد، 17 نوفمبر 2013

لِي .


لي بأن أقلب صفحة التاريخ فأجد السابع من تشرين الثاني مازال جالسًا في مكانِه بابتسامتهِ التي لم تُغيرها السنواتِ التي مضت، أن أرى في مُقلتيهِ عُمرًا يدور حولي و يركضُ ضاحكًا طفلًا لم يتغير فيه غير جسده، طفلًا روحهُ مازالت  ترى البالونات بلونِ الحُب القديم، مازالت تتلهفُ لمذاقِ القاتّو و للرقص على أغنيةٍ تُنادي العصافير للطيران الحُرّ في سماء الحُلم  المتوّجةِ بألوان قوس المَطر .

لي بأن أحُبّ في هذا اليومِ ما قدّمتهُ لي الحياة، أن أحُب  أكثر تلك التفاصيل التي لا يُكترثُ بها كثيرًا لدى الآخرين، لي في الكلماتِ حينَ تقلُّ لتملأ، في اللحظاتِ التي تطول فلا تُشبِع، في المُضيِّ وحدي لما انطفئت هالتهُ فبقي مثلي، يُشبهني، يخبئُ في جوفهِ الحكايةَ التي لربما سترثُ البقاء الطويل لمن غابوا و تركوه.

لي بأن أرى فراشةً زرقاء كحجرٍ فيروزيٍّ مُنقّبًا من السماءِ السابعة، تحلّقُ نحوي و كأنهُ لم يحلو لها الوقوع إلا على أضلعي،  تقعُ و تنغمسُ بينها بعُمق ناعمٍ رقيق، فتُسمعني الريح صوتًا نقيًا من خلفِ أغصانِ الياسمين الهنديّ، يُغنّيني بـ " يا قلبي المِتل فراشِة "، فأبتسمُ و يمتلئ الحُب في عيني للاشيء،  للامكان، للاأحد غير أنّ الرضا يروقُ له استحواذ حُبّي لكلّ ما يحدُث.

 لي أيضًا بأن تؤرقني خطوطُ  الورق، يُشتتني فراغها و هجرةُ الكلمات عنها، للدّمعِ حينَ يصيرُ حبرها، للحزنِ ذاكَ حين يدقُ بلا صوتٍ يُسمع، فأمتنُ لكونهِ يجيدُ اخفاء ذاتهِ، أتمتمُ لهُ بـ " خيرَ ما فعلت و خبأت"، فيتلفتُ شمالًا و يميناً، يغمزُ لي بعينهِ اليُمنى و يهمسُ :"ليسَ بعد!"..

و لي بأن أنسى كثيرًا لغُمرتي بما أتذكر، أن أُلازمَ ابتسامةً مهما يطولُ بي هذا المعبر، و لله من وهبني عُمقًا يُدركُ هذهِ الحياة أن أحُبّ  أكثر، أن أحُبّ .. أمتنُّ .. و أشكُر.

 و الشكرُ كل الشكر للأهلِ و الصديقات، لكلّ من يسعى بأن يملأ كل حواسي بهِ حُبًا في  ذكرى يومِ مولدي بشكلٍ مُختلف.  


الجمعة، 1 نوفمبر 2013

في غياباتِ الجُبْ



حنيني لم يمُت بعد، و هُناك في عُمقٍ من الروحِ جُبٌ غياباتهُ تُخفي ابتسامةً بالدّمع قد ابتلَّت، يقينًا بعطفِ أيدٍ أخذت ما أخذت، و شوقًا بأن يُردّ اللقاء في أوجِ فرحةٍ تُنسيني مرارةَ الغياب، كان كل شيءٍ بحدّ ذاتهِ كنقرةٍ على نافذة ذاكرتي، و الوقتُ كان عميقًا حيثُ عبرت بي ثلاث سنوات بدقيقتين وددتُ لو في وسعي أن أمسكها و أعيدُ تبادل خيوطَ العيش معها، أحيكها ثم أغرزُ خيوطًا أخرى تُشكلُ زهرةً زرقاء اللونِ كسماء اتسعت في صُبحِ لقاءِنا الأول، و لكن الأضداد تكاثرت في عقلي و الشعور بقيَ واقفًا فوق أعلى أسقفِ اللاإدراك لعلّ نسيمَ قولٍ يأتي و ينفي كل ما كان يحدُث.

                                                              * * * * *


 لطالما كنتُ أقنع ذاتي بأنّي على أُهبة الإستعدادِ لأي نهايةٍ أيًا كانت آخر الكلمات التي كُتبت فيما سبقها من سطور، و لطالما قلتُ لذاتي أن قلبي ليس مُعلّقًا بمعبر، بل إنّهُ يؤمنُ بنهاية العبور إيمانًا أكبر، و إن كان كثيرًا ما يشرُد عند محطّات الذكرى و الزمان، إلا أنّه يكونُ في أوجِ صحوتهِ حين يلاقي كل ما يتشكل منهُ حاضره ..  
فلم ألقَ ما يرثُ الردّ على قولي غير صفعةٍ من نهايةٍ ترمي الصوت على مسمعي، تسخرُ بي لأن الزمان سبق إستعدادي لها في تلك الحكاية . . فوقفتُ في مكاني، و نفسي وقفتْ أمامي،  بملامح أمقتُ أن أراها و أن أُقرّ ما تعنيه، و توغّلت عيناي في عينيّ و لا أدري أيهما كذّبت الأخرى أهي عيناي التي أرى بها .. أم عيناي التي تراني! كلاهما كذّباني تستجيرانِ بألا أُطيلَ الصمتَ و الوقوف، حتى أجهشتُ بالبكاء .. بصوتٍ يختنقُ كي لا يُسمع، بكيتُ عتبًا لاغتراري بقدرتي على التصديقِ من اللحظة الأولى، عتبًا على قلبي كيف أنّه خذلني حينَ نامَ على وثيرِ أحلامهِ و تركني وحدي هناك.               
      
                                                              * * * * *


 الفقدُ لم أكُن لأتذكر أنه هو ما أصابني، الفراغُ لم أكن لألتمسَ أنّهُ قد اتسع، و لا حتى الكتابة لم أرها حين ارتمت على  نوافذي و أبوابي تناديني تودّ لو في وسعها أن أأذن لها و أرمي كل مابي عليها، أخذتُ أفتش عن الصور القديمة كمتعثرٍ سقط و هو يُفتش عن ضالةٍ يعلمُ كل العلم أنّها ستُسقطهُ بقوةٍ أكبر، أخذتُ أقرأ آخر الرسائل، أُحدق في الكلمات  .. ليست هي آخرُ ما قرأت، تغيرت حروفها، تغيرت ألوانها، تنبثقُ منها رائحةً تفوقها بلاغةً  تعلن الغياب الطويل، تُعلن الرحيل. لا أذكرُ أي نوعٍ من الوجعِ ذاك، و لكن أذكرُ كيفَ كان جسدي يعصيني برعشةٍ لا أشعرُ بها بيديّ ولا بساقيّ، لا أدري أهي الحمّى التي تحدثتُ عنها عندما أصابتني قبل سنوات؟ و لكن كان جسدي أضعف! كان جسدي أصغر! أو أن علي أن أُفصح لذاتي و للمرة الأولى أنني في لحظة وصولي لبابٍ خلتُ على عتباتهِ نُضجي وامتداد أيادي الحياة لي، فُتحَ لُيريني مرآةً تعكسُ صورةَ طفلةٍ لم تزل لا تستطيعُ أن تخفي الدمع بعينيها، لا تدري ما الذي يُبكيها غير أنها تخافُ أن تكونَ وحيدة .

                                                              * * * * *

 مَرّت أيام، أعودُ لإدراكي تارةً فأدعوا الله بأن يسكب عليّ من لُطفهِ السخيّ، و أفتّش في الذكرى تارةً أخرى .. فأبتسم .

الأربعاء، 23 أكتوبر 2013

زهرتانِ للشمسِ تتطلعان *


لم يغِب بعدُ حسّ العيد
و ليلتي تقتّمت بدمسٍ حالكٍ
يسعى بدرُها ليضيء به..
يسعى فوق ما اعتادَ 

لُجّة الصوت مازالت تُسمع،
غيبةُ الإدراكِ مازالت تُبصر،
نجمةٌ هناك و نجمةٌ هنا تحترقان،
 تودّان لو يُقتلعُ السوادَ 

يا لُجّة الأصواتِ و يا ارتطام
 الكلماتِ على مسمعي،
لا أدري ما تقصدين .. فالشتات
بين أضلعي قد زادَ 

لا أدري ما تقصدين، و لكن
ثمةُ أسماءٍ ناديتِ بها
هي في معجمي تحت باب
الهناء و السعادة

فلا تطرقيهِ، لا تلمسيهِ
لا تسأليني من هم ساكنيهِ
اسمعي لقولي ..
و كفى بي عنادَ ! 

قد ناديتِ باسمينِ أفقتُ من
 ذكرهما، علمتُ لمن هُما
التمستُ كل يومٍ احتواهما ..
كل يومٍ اُعطيتُ بهِ حظًا حميدا

اسمان لزهرتينِ تسكنانِ شرفة
 قلبٍ شقيّ ..  تكسياهُ بالأُنسِ،
تُنسياهُ شقاء أمسِ،
حتى ظنّ عُمرهُ بهما مديدَ 

زهرتانِ ليستا كأيّ الزهرِ،
للشمسِ تتطلعان،
للطيرِ و للسماء، للدفءِ
و لعطاءٍ يمحي الحدودَ 

يا لُجّة الصوت قصدتيهما،
تحدثتِ عنهما و لم تدرين
أن ما قصدتهِ قريبٌ،
يضاهي للقلب قُربَ الوريدَ

و أن ريحَ الغياب اقتلعت
أبواب شرفتي، أقحمت نسيمَ
غُربتي، أسمعتني نحيبَ
قلبٍ يُرتّل حُزنهُ نشيدَ

قد طالت ليلتي و لم يبقَ بها 
غير حشرجة صوتي
أكان للتوّ هنئ بهما العيدَ ؟
أصار للتوّ بلاهما وحيدَ ؟ 

رُحماكَ يا الله يا ناظرًا
لتشرّد أحرفي
رُحماك زدني بها
و أمدّ الصبر بي مزيدَ 

*  كُتبت في الليلة الثالثة بعد رحيل زهرتا قلبي: ندى و نُهى الدحيم – رحمهما الله .

الثلاثاء، 8 أكتوبر 2013

بقلبٍ سَليم


أضفتُ مؤخرًا عنوان مدونةٍ صديقة في القائمة المقربة هُنا، ليس لاكتشافي الجديد لها بل انها قد تكونُ من أول المدونات التي شدّت بيدي لأدخل عالمَ التدوين و الإيذان للكلماتِ بالإفصاح بما يختبئ في داخلها، "هَديل على بابِ الجنة" و كأني لا أسمع في هذهِ اللحظة سوى صوتُ حمامةٍ ترقبني من على سورِ البيت، ترقُب وقعَ أصابعي على هذهِ المفاتيح ولا شيء في مخيلتي في هذا الحين سوى صورتها، صورة هديل الطفلة بالأبيضِ و الأسود على صفحة تويتر لا أكثر، فهناك رأيتُ ملامحها أول مرّه و وقفت مرارًا على حدود الصورة، راقبتُ ابتسامتها، راقبتُ كلماتها فلم أجد إلا البياض، و حين قرأتُ لها إحدى التدوينات في 2006  أخذت ذاكرتي تتراجع خطوةً خطوةً إلى الوراء لحدّ تلك السنة بالتحديد، في السنة الأولى من الثانوية العامة حيث الكثير مما تخلوا منها أيامي الآن، و حيثُ كنت أتمنى بأن أكتب شيئًا يُقرأ ليُسعِد قلبًا أو اثنان، كان قلبي حاضرًا في كثيرٍ من الأمر و أراهُ الجالب لسلامٍ أرتجيهِ ليقعَ على الحُلمِ الشريدِ في طرقاتٍ أنبذُ كونها تبدوا طويلة و كيف أنّي كنتُ أرى فيها ذاتي وحيدة، للطرقِ كنتُ و للحلمِ الشريد. 

سبعةُ سنوات، لا أنكر بأن جُلٌ مما حدث قد أحدثَ شيئًا على قلبي، لكنّي أتجاهلُ شأنهُ الذي كان يعني لي الكثيرَ في ذاك الوقت، أنساهُ لأذكر ماهوَ أهم مما يستطيعُ على الظهور و الإنتاجِ أكثر، أما هو فأبقيهِ جانبًا لساعةٍ أخلوا فيها بهِ و أأذنُ لهُ بالفضفضةِ قليلاً، بالعتبِ قليلًا، بالسعي للتجرّد من ضجرهِ و ريبته، انصتُ إلى قولهُ الخفيّ  فلا يكون بعدها إلا بخيرٍ، بخيرٍ لأبعد الحدود. لكن ثمةُ سؤال يحطّ على البالِ الآن . . : أسُأدركُ هذهِ الساعةَ في كل مرّة، أم أني سآتي يومًا فأجدُ أن لا ساعةٌ ولا عقاربٌ ولا وقتٌ و ربما لا قلبٌ أيضًا هنا؟ أرتّبت هديل شؤون قلبها قبل أن تطأ قدميها أول عتباتِ السماء؟ 

يا اللهُ إني لستُ كاملةً و أعوذُ بأن أدّعي ذلك، ولستُ أخلو من الخطأ، و لكنّك أنتَ سُبحانك من تقول :( إلا من أتَى الله بقلبٍ سَليم)، 
اللهمّ سلّم قلبي، اللهمّ سلّم قلبي. . 

الأربعاء، 2 أكتوبر 2013

اكتوبر الحُلم


في المساء الأول من اكتوبر،
و في انسكابِ السكون، مع هواءٍ مُعطّر
الورق يتراقص بخفةِ ريحِ خريف،
فيرتسمُ  ظلُ شجرةٍ عريقةٍ  لها غصنٍ مُزهّر ،
يمتدُ و يمتدْ، يمسك مقبضَ بابي 
فأبقى لليلةٍ أترقّب من على بابي سيعبُر؟
أنتظر، 
و الفجرُ بنورهِ يظهر،  
و البابُ باقٍ بلا حراكٍ في مكانهِ،
أما العين فقد تلحّفت سهرًا،
ناجت قمرًا في لحظةِ اكتمالِهِ .. تكسّر 
و أُذعنُ الروحَ فيَّ للكتابةِ ، لأبقى بخير،
أسلّمها للورقِ و للمسائاتِ هذهِ حين تحضر، 
فأغيبُ عن الغيابِ أكثر،
و ابتعدُ فأنسى صوت حفيف الورق،
و ذاك الغُصنِ المُزهر،
أكتب أسماءًا أحببتها،
و أأذنُ بأغانِ الفرحِ بأن تعلوا،
ثم اوقضُ ياسمينةٍ نامت في قلبِ دفتر،
استرقُ من تحتها السطور، 
لعلّ قلبي هُنا يجيدُ العبور، 
لعلّي أطيرُ، و في سماءٍ بلاحدودٍ أُبحر، 
و الحلمُ يبقى للرمقِ الأخيرٍ من الحياة،
فلا يقظةٍ أأسفُ لها، ولا خيبةٌ  تُذكر
و يبقى مساءَ اكتوبر، 
مساءًا يلهمُ بأن كل حلمٍ سيُدرَك،
و يُشكر.


الاثنين، 9 سبتمبر 2013

لغة، لا لغة الكلام

تضيع اللغة و أخالُ أن الكثير من المعاني تتطاير نحو أرضِ ضياعها حيثُ لا شيءَ يُسترد من هناك، كنتُ أعلم أن في كل طور من العُمر هناك حرفةٌ جديدة لابد من تعلمها، و من ثم تمّرسها حتى يدوم شيءٌ من هناء العيش على تلك الطرق المتشبعة بالكثير من الأحلام و الرغبات، من النوايا و الغايات،  و من جلٍّ مما لا يُرى لحكمةٍ تحفظ لقلوبنا الحياة، و إني أرى الرغبة في تعلمِ أي حرفة تفوق صعوبةً على بشريتنا من المضي فيها و التماسها باليدين، كما يحدثُ لتقُبّلنا لواقعةَ أن الخيبة حين تُدرك الفؤاد الذي يسكُن فينا لابد لهُ من حرفةِ التخطي و التجاهل و المُضي دون التفاتٍ للوراء، و إن كانت لا تبدو بتلك السهولة و إن كنّا نعلمُ أننا سنتعثرُ مراراً و لكن نُريد بحد السواءِ أن نُري ذواتنا قبل كل أحد أن العيش سيهنى، و الألم سيفنى، و كثيرٍ من الأجمل سيُدركُ . . فقط إن فعلنا و مضينا.
 فأقول في داخل نفسي: سأمضي و كأن شيئًا لم يكُن، و كأن ما كان طواهُ و محاهُ الزمن، و سرعان ما ينتهي قولي و تسكتُ الكلمة، أراني أنظر لما كنتُ أزعمُ بأني لن أرى،  ثم أقول بصوتي: يا أيها الماضي العتيق، لم ينتهي بعدُ الطريق، لم أضيّع ما بين يديّ و لكن ما بين يديّ أراد بأن يضيع، و الرغبة أيها الماضي سطوةٌ أعلمُ كيف تُحدثُ بصاحبها، أعلمُ كيف ترسم خيالها على كل الجدرانِ حوله، كيف يمتدُ مداها للسماء، و كيف تصل للهمسِ بها في الصلوات و الدعاء، للرغبة خطوٌ يتسلل القلب بخفيةٍ و حينما تصل، تجدهُا استولت على كل ما تراهُ عينيك، و ما تودُ التماسهُ يديك، فللضائعِ رغبتهُ بالنهاية، بالنهاية الأولى حينما ضاع، و بالنهاية الأخرى حيث لن يُذكر شيءٌ منهُ بعد الآن، نُعطيهِ لرياحِ سترحلُ لبلدانٍ و بلدان، و تُسكنهُ في أجملِ قصور النسيان، و كأن ما كان لم يكن قد كان.
تضيعُ لغتي أنا لا لغةَ الكلام، بل إنها لغةٌ يحيرُ الصمتُ في وصفها، بليغةٌ بكل ماتكنُّ به الروح، فلا أعلمُ بضياعها على أي الجهتين يهوى رؤيتي ليلُ النيام، و لا أعلمُ أي الكتابةِ علي أن أعدّ لأغرر المعاني لا الكلمات بعودة ضالتي في دمسِ هذا الظلام، و أدرُك كثيرًا بأن حين ضياعها علي ألا أتخلّى، فلستُ أنا بالغياب قادرةٌ و ليست لغتي ممن للهجرِ يريد، و أدركُ أن الحرفة التي عليّ التماسها . .  السعي لما أريد.


الخميس، 18 يوليو 2013

خُلوّ




بألوانِ زهراتِ البتونيا عدتُ،
 و عادت رغبتي لترتيبِ خُطاي
 على صوتِ ناي

لأُحضّر مشهدَ عِناقِ ورقةِ حَبق،
 و منَ الليمونِ عَبق،
يقعانِ في حُبِّ قلبَ كوبِ شاي 

لأخرُجَ مِنّي .. 
و أجمَعَ ماانتثر من كلماتِ قلبي،
أجمعَ كُلّ مالحُبّي و ما لِهواي

وأُطلُّ على نوافذِ الحَكايا،
أتمعنُّ في ساكنيها، وأتحسسُّ الخبايا،
فأطلِقَ حُرّية المُضيّ بعيدًا لقدَماي

عدتُ للنَّفسِ النقيّ العَميق،
لارتشاقِ ماءٍ على مَدخلِ بيتٍ عَتيق،
لانجلاءِ خَيباتٍ أدركَت سلواي

أخلُو مِن كُل شيء،
و أغصانُ الجَوزِ تُكرمني بفسيحِ فَيء،
أُبصرُ نورَ حُرّيتي و أنا أُغمضُ عَيناي!

أُبصرُ مُرورَ الهواءِ بي . . خَفيفٌ خَفيف!
و الرّيحُ تُعلنُ توديعَ خَريف، 
و شمسٌ تخجلْ، تختبئ، تتنصّتُ نَجواي

عدتُ لأسترجعَ كُلَّ مافيَّ، 
بعدما باتَ ليس لي، للحياةِ أعودُ 
و قلمٌ في يميني، و اثنانِ على كتِفاي

تَرانيمٌ تَرانيم، و أنشودةُ مطرٍ
 بصوتٍ يَتيم، و لا أكثرُ من نصفِ 
قصيدةٍ لم تكتمل، لتمتلئ بها عيناي

عدتُ لألتمسَ بُرودة قمرٍ بأوراقي،
أنصِتُ لحديثِ ليلٍ لنجمٍ مُشتاقِ،
للبتونيا، و كوبِ الشاي


الاثنين، 8 يوليو 2013

مُمتنة.










مُمتنّة جدًا، لكلّ ما ألتمستُ منهِ شيئًا مِن حَياةٍ سأذكرُ أني عِشتها بكل تفاصيلها، بلحظاتِها، بثوانِيها، وبدقّات القلبِ اللتي وان لم أُحصِها سأُحصي كم من مرةٍ استشعرتُ وجودهِا، استشعرتُ كوني مُمتنةً لكونها تنبضُ في ذاكَ الحين، مُمتنةً لإنبثاقِ الفَجرِ في عينيّ، و للسكونِ العَميقِ حِينَ ينتظرُ ولادة يومٍ جَديد، مُمتنةِ لإلتقاء البَسمتين حينَ أُلقاكَ صُدفة فيتوقفَ كل شيءٍ ماعَدا قلبي وقلبُك، مُمتنةً للصمتِ بعدَ الحديثِ الطويل، للبوحِ بوجعٍ ما.. فَتُنسينا اياهُ بعدهُ الضحكات، مُمتنةً كثيرًا للكلماتِ و مايأتي معهَا من قوةٍ تُحمّلنَا لنقضِي ماتبقى على دربِ الحياة، مُمتنةً للخيالاتِ المُشرّدة خلف النوافذ، و للزنبقاتِ التي تُغرسُ على أرضِها، مِن كل لونٍ و عِطرٍ يحمِلُ معهُ ذكرًى كانت تُلمسُ باليدين، مُمتنّة للنسيانِ أكثر، للقمرِ المؤنسِ حينَ يكبُر، و للأيامِ حين أراها تُزهِر، مُمتنةً لقوافي قَصائدٍ و أُغنيات، لإمتلاءِ الصفحةِ بحبرِ الكلمات، لكومةِ الأوراق، لتصبّر فؤادًا كثيرًا ما يشتاق، و لإيماني بفُسحةِ هذا الفضاءِ وان ضاق، ممُتنةً لسكونِ الليل، للنومِ حينَ يودّ أن يخطفَ كلّ ما يؤرّقَ البال، مُمتنةً لـ Good night my princess ، و للروحِ حينَ تَبقى بالقُربِ من الجَسد في حينِ كونِ القلب يهيمُ بزرعِ الأحلامِ في فِناءِ السماء. .

 مُمتنةً للهِ .. مَن منحني كل هذا الإمتنان و القُدرة على ايجادِ مَا أحُب، مَن منحني ما بدونِهِ لا يُخيّل لي مشهدًا سوى المَغيب، مُمتنةِ بكُونكم هُنا، قريبونَ من قَلبي أنا.

الثلاثاء، 18 يونيو 2013

حضورك ذو السبعِ أيام

و في هذا الصَباح، بدأت أدركُ كل ما حولي كما هو فعلًا، دون ضوءٍ دخيل أو خيالٌ مُزيّف يغررني للإيمان بكونِه قد يأتي و يلمسَ هذهِ الأرض، رأيت شهرَ شعبان يجلس هنا أمامي، و قد مضى على مكوثهِ سبعةُ أيام . . . يا الله، كم أعتذر منك لكوني لم أدركك الا الآن هذا العام، و لكن هذا العام قد كان مختلفًا، أشعر بأنّي قد كبرتُ فيه كثيرًا، و أن عُمري قد طار جُلٌّ من أوراقه في خريفِ هذا العام، و حتى الكتابة قد بانت لي بألوانٍ لم أعهدها.. فقط في هذا العام، التناقضُ قد بدى ظاهرًا في عينيّ أكثر مما قد يسمّى بالصلحِ و القدرةِ على تقديرِ الصحةِ في كثيرٍ من الأمور، لا أدري ان كنتَ تفهمُ ما أقوله و تعي أي حيرةٍ قد بانت فييّ الآن حين أدركتُ حضورك ذو السبعِ أيام.

أتدري، لطالما كان حضورك مُرتبطٌ برمضان، و رمضان أراهُ في عيني قمةٌ لا يعلوها أي مكانٍ في كل عام، قمةٌ تُريني كل خطوٍ خطوته، تُريني المسافات التي مضت، و تقلبِ حالي بين خطوةٍ و أخرى، تُريني الأماكن، الناس، الكلمات، الشعور و تقلباته، تُريني السّعي و النتائج، تريني الأنا متأرجحةً شمالاً و يمينًا لم تكن تدري أين يجدر بها أن تتخذ مسارًا يرشدها للغاية، تُريني الغاية التي أُدركت لربما .. أو ضاعت، رمضان يعني لي قمةٌ تُعيد لي الولادة لهذهِ الحياة، أدعوا الله بأن يبلغني ولادتي الجديدة بعد هذا العام الطويل الطويل، فإنّي يالله بحاجةٍ لها أكثر من أي عامٍ مضى، و إن ذاكرتي تحمُل الكثير مما تودّ التخلص منه، لكن ليس للأبد، فلم أعتد على التخلّي النهائي، بل إنّي قبل التخلّي عن الذكرى أراني أعودُ متمسكةً بها مرّاتٍ و مرّات.. 

هذا الصباح، رأيتُ هذهِ الورقة أولُ بقاعِ الأرضِ التي أشرقت شمسُ الله عليها، لا أخفي عليك بأن حين يراودني هذا الشعور كنتُ أشعر بالفخر بما بين يدي، و كأنني رأيتُ ابنًا لي يخوضُ أول مهامَ الحياةِ بنجاح، و لكن في هذهِ المرّه، أراها كإبنٍ خائفٍ يتمسكُ بخاصرتي بشدّه خوفًا من بُعدي عنه، خوفًا من كونهِ وحيدًا أمام ما رآه من هذه الحياة، ولكن أسعى بأن أملئ الورقة بالكلماتِ أكثر لعلّ الحُروف تُقوّي إخوتها، لعلّ شيئًا من أملٍ ينبضُ بين الواوِ و الجيمِ و العَين، لعلّ العَين ذاتها ترى شيئًا جميلًا فتدركُ حكمةً قد أطمسها تذمّرٌ لا عقلٌ فيه.

عجبًا لنا نحنُ بني الإنسان، عجبًا لعقولنا و قلوبِنا، للبحارِ التي تسكنُ فينا، لموجها المتقلّب، متلاطمٌ في فجر يومٍ و ساكنٌ بلا حراكٍ في ليله، عجبًا لمضينا دون علم، من الضعفِ المُستكينِ الذي قد خُلقنا منه جميعًا، و لكن ندّعي القوة و العِلم و الفهِم، و الحقيقةُ أننا لا نعيشُ دون تدبير الله لنا، و دون اختيارهِ و اختباره، نُدرك أن لاشيء يبقى و لكن هذهِ النهاية بالتحديد نتجاهلها كثيرًا، و نرى ماهُو أدنى يسبقُ ماهو أعلى و أبقى، و نسمحُ  بذلك مرارًا، و ننسى و لكن نتذكر ما يجدر أن يقع عليه النسيان، عجبًا من عجبنا و من كوننا نرى ما نرى..
ياربّ هذا الصبَاح، ياربّ كل ما أتى معهُ و ما سيأتي، سامحني على جهلي .. سامحني. 


الثلاثاء، 4 يونيو 2013

عُبور،



أتراكَ تَدري؟ أنّي لم أعد أدركُ أيني في كل هذا الأمرِ،
و أينَ أيني حِينما كنتُ للفرحِ أصحو، و للهفة اللقاءِ أسري،
لأسقي زهرةَ الفُلِ، و لأرتبَ الرّف.. لألتمسَ تفاصيلَ عُمري،
للكلماتِ، و الأغنيات، لنصفِ قصيدةٍ يكتملُ بها نصفُ بدرِ،
أيني حينما خاضت كل عاطفةٍ في أوجِ فكري، 
أيني من ذاكَ اليومِ معك . . و من ذاك الشهرِ
أتراكَ ترى ما أرى، و تراقبُ شتات أمري؟ 
. . .  

أصحو على عَجَل، أتركُ وثيرًا صُنع من مَلل، أأمرُ النورَ بالدخول، أعدّ نفسي . . كمنْ يُعدّ حاضرًا لا صلة لهُ بأي أمسِ، و بين تناقضٍ يقضة الليلِ، و ما يغيمُ على الصبحِ من كسل، أعدّ القهوة كي تطرد ذاكَ و هذا، أمضي لأدرك من ينتظر، أسرعُ بالنزول، و زهراتٌ متسللةً على الدرجِ تتلهفُ للسلام، أو لبسمةٍ مشبعةً بالأمل، أنظر اليها، أتجاهل، أنسى السلام، فليسَ هُناك محلٌ الآن لهذا الكلام، أركبُ السيارة، ألقي نظرةً لكومة الأوراق . . مُكتملة، أقرأ الآياتِ على عَجل، شمسٌ تحترقُ، و شوارعٌ تنافسها، كومة الأنفسِ تتزايد، أصوات المحركاتِ تتعالى، و أناسٍ سيما التعبِ قد خُط بخطوطٍ عريضةٍ على وجوههم، منتظرين للضوء الاحمر بأن ينطفئ، فيستمر هذا السباق، الذي ليس ممن يخوضه يدركُ خطًا لنهايته، لا سائقُ الحافلةِ و لا ركابها، لا ذاك المتسول و لا بائع الخبز، لا هذا الصفَّ الطويل المُنتظر ليقبض ما يعيشهُ من رغيف،  و لا أنا. .  لكن أدرك أن علينا أن نمضي، و أنّا نكادُ نَصِل، و كل شيءٍ عليهِ أن يتكرر، وأنّا سنقفُ لنكمل السير على أقدامنا، ثم نتوقف مرةً أخرى أمام من هم مثلنا، لنقول ما توصلت اليه عقولنا، نقرأ الكثير مما لا نفهم، و نكررُه، لأسبابٍ كثيرةٍ غير أننا نتذكُره، و أنّا نسعى لجُلٍّ مما لا نريد لندرك شيئًا مما نريد . . . أدرُك تمامًا أن علينا أن نمضي الآن! 

التفتَ سائقُ الحافلة نحونا، انطفئ الضوء الأحمر المُنتظر، لكنْ .. لم يتحرك أيّ أحد، و السماءُ أخذت تسكب الضباب لتُمحي كُل لون،  رائحة تخطفُ الهواء من بينِ أنفاسنا، و الصوت حينَها أخرسَ كل ما كان يصرخ للتوّ، لا أكاد أدركُ لونًا، لا أكاد أدرك صوتًا يلهمني لما يحدث، و لكن مهلاً . . أكادُ أُبصر طيرًا يحلقُ في السماء!  بل انّي .. ألمحُ سربًا مُقبلٍ يطير نحونا، أتسعت الشوارعُ فعلًا؟  ليُفسح لذاك السربُ العبور؟ ليس حمامًا، و لا نوعًا من طيور! شيءٌ يبدو أني أحبهُ أكثر . . مهلًا لعلني أتذكر، أتراكَ تدري أي لونٍ كنتُ أحبه منها أكثر؟ أذكر أني لم أكن أحتاج التذكُر، كنتُ أنطقُ بكل ما ينسدل من سجيتي، أين سجيتي؟ أغابت مع كُل ما أمرت بهِ بالغياب، أأخذتها معك الى حيثُ لا أدري؟ اقتربت منّي، أراها بوضوح، فراشاتٌ بلونِ الزمرّد الذي مازلتُ أحبه، اقتربت أكثر، لكن مهلًا ،، أيجدرُ بي أن أسعد؟ أم عليّ عنها أن أبتعد؟ و اقتربت .. تكاد تلمُس وجهي، العينُ تُغمض ثم تُبصر. . . في الذّاكرة أخذتُ أبصر، آخر كلمةٍ قالتها أمي، صوتُ ضحكةِ أبي، أخي و حتى صوتَ لعبة أخي، جنون خيالاتِ أختي، إني أتذكر، كنتُ قد قلتُ سأزور جدتي، كنتُ لأقولَ "أحبكِ كثيرًا" لأمي، كنتُ لأعطي صديقةً كتابا ستحبهُ، كنتُ لأحضر شاي الياسمين و أقرأ قصيدةً عن القدسِ لأبي،  كنتُ سأعطي من الورد..
مهلًا . .  اني أرى الطفولة تَحيى في عيني، أرى عمتي تحمِلُ كيسًا من الهدايا، أرى خالي  يُمسك بيديّ لنركُض و نلعب، أرى ضوء الغرفة القديمة، أرى القِصص، أرى الفيلم الذي أعدتُ مشاهدته مرارًا، مهلًا . .  إني سأرى و لكن أكادُ ألمحُ شيئًا من ابتسامةٍ . . لك، فتحتُ عيناي،  لأرى ماذا بعدُ تلك الفراشات سوف تفعل، بعد أن جلبت لي ذاكرتي، بما ستأتي أيضًا..؟ أبصرتُ حولي، السماءَ و الأرض ، يداي .. و أنا، لم تعُد  تلك الفراشاتِ هنا . .
 و كل شيءٍ يبدو كأنه قد عاد لما كان، الحافلة قد مضت، المخبزُ أقفل، المتسوّل يبدو أنّه قد رحل مبكرًا، و القهوة، يبدو أنّها جفّت بعدما سُكبت بين يديّ ، الأوراق، ماذا حل بها .. أراها مُشتتةً في كل مكان، التفتُ الى سائق السيارة التي كان يقود بنا لعل صورتي في هذا المكانِ تتضح، لم أجد لهُ أثر . . غير علبةِ ماء، أدركتُ ماذا حَلّ بنا .. و لما تركت تلك الفراشات فسحة السماء، و لأي غايةٍ قد أتت، و ماذا أخذت، و لِما  جلبت لي ما جلبت، أدركتُ حقيقة هذا العبور . . 

الثلاثاء، 19 فبراير 2013

أن أخطو إليك



أن أخطو إليك،
بلا تشبثِ يأسٍ ،
 بلا تمرّد بأسٍ ،
 بلا تسللُ همسٍ . .  
يشيني بأني قد لا أصلُ إليك


أن أخطو و أمضي،
و قد تلاشت من عينيَّ
ملامحُ كل من على الأرضِ،
فلا أرى غيرَ ضحكةً لعينيك


و تتجرد الذاكرةَ من كل ماضٍ،
و يتغنّى قلبٌ شوقَه فاضٍ،
 قد تلهَفَ، صبرهُ تقشّفَ،
 فنام تَعِبًا على خيالِ كتفيك


و ينادي الليلُ باسمي :
هلُمّي وانسي ..
فاللقاء ينتظره فجرٌ و صبحٌ و شروقُ شمسِ ،
 سماءٌ ترقبني لأهمُّ إليك


و بهمسٍ يُعيدها : هَلُمّي ..
 فإن من ينتظرُ .. أنتِ،
 و انّ ما يُنتظر سيأتي،
 فهممتُ .. و خلتُها ممتدةً لي يديك


خلتُ ذاك العناق الطويل ...
للاغترابِ، للوحدةِ، للفقدِ يُزيل،
 يَهوي بالكلماتِ لقاعِ الصمتِ
 المُشتت بين مسمعيك


خلتُ ذاك الصوت، صوتُ جدي
 قبل أن يأخذهُ لربما الموت،
 يا إلهي ..
 من أين أتى كل هذا لك باللهِ عليك!


من أين أتت كلماتٌ
كلمَا سمعتها من سُباتي صحوت!
تقول لي : " انظري بقلبكِ قبل عينيكِ "،
فنظرتُ .. إليك


أن أخطو إليك يا حُلمًا
دعوتُ الله بألا يَقشعهُ فجر،
 بألا تسحرهُ فتنة القمر،
 بأن يأتي إليّ قدرٌ . . كمُقلتيك


يا سطرًا لم أنههِ بعد،
و طفلًا سَهِر ليرى كيف يأتي الغد،
 فإن لم تأتي لغدي ،
 مَضينَا كلانا إليك