الأربعاء، 23 أكتوبر 2013

زهرتانِ للشمسِ تتطلعان *


لم يغِب بعدُ حسّ العيد
و ليلتي تقتّمت بدمسٍ حالكٍ
يسعى بدرُها ليضيء به..
يسعى فوق ما اعتادَ 

لُجّة الصوت مازالت تُسمع،
غيبةُ الإدراكِ مازالت تُبصر،
نجمةٌ هناك و نجمةٌ هنا تحترقان،
 تودّان لو يُقتلعُ السوادَ 

يا لُجّة الأصواتِ و يا ارتطام
 الكلماتِ على مسمعي،
لا أدري ما تقصدين .. فالشتات
بين أضلعي قد زادَ 

لا أدري ما تقصدين، و لكن
ثمةُ أسماءٍ ناديتِ بها
هي في معجمي تحت باب
الهناء و السعادة

فلا تطرقيهِ، لا تلمسيهِ
لا تسأليني من هم ساكنيهِ
اسمعي لقولي ..
و كفى بي عنادَ ! 

قد ناديتِ باسمينِ أفقتُ من
 ذكرهما، علمتُ لمن هُما
التمستُ كل يومٍ احتواهما ..
كل يومٍ اُعطيتُ بهِ حظًا حميدا

اسمان لزهرتينِ تسكنانِ شرفة
 قلبٍ شقيّ ..  تكسياهُ بالأُنسِ،
تُنسياهُ شقاء أمسِ،
حتى ظنّ عُمرهُ بهما مديدَ 

زهرتانِ ليستا كأيّ الزهرِ،
للشمسِ تتطلعان،
للطيرِ و للسماء، للدفءِ
و لعطاءٍ يمحي الحدودَ 

يا لُجّة الصوت قصدتيهما،
تحدثتِ عنهما و لم تدرين
أن ما قصدتهِ قريبٌ،
يضاهي للقلب قُربَ الوريدَ

و أن ريحَ الغياب اقتلعت
أبواب شرفتي، أقحمت نسيمَ
غُربتي، أسمعتني نحيبَ
قلبٍ يُرتّل حُزنهُ نشيدَ

قد طالت ليلتي و لم يبقَ بها 
غير حشرجة صوتي
أكان للتوّ هنئ بهما العيدَ ؟
أصار للتوّ بلاهما وحيدَ ؟ 

رُحماكَ يا الله يا ناظرًا
لتشرّد أحرفي
رُحماك زدني بها
و أمدّ الصبر بي مزيدَ 

*  كُتبت في الليلة الثالثة بعد رحيل زهرتا قلبي: ندى و نُهى الدحيم – رحمهما الله .

هناك تعليقان (2):

  1. "ثمةُ أسماءٍ ناديتِ بها
    هي في معجمي تحت باب
    الهناء و السعادة

    فلا تطرقيهِ، لا تلمسيهِ
    لا تسأليني من هم ساكنيهِ"
    .
    .
    .
    .
    لا أعلم مالذي أتى بي في هذا الوقت رغم لا جديد. لكني أردت أن أقرأ؛ فحملتني لهفتي إلى هنا.

    رحمهما الله وأسكنهم فسيح جناته وأنزل السكينة على قلوبكم يا ألله.

    ردحذف
  2. اللهمّ آمين ()، و أدام لي حسّ قلبك الطيّب يامشاعل.

    ردحذف