الأحد، 31 يوليو 2011

أقبل الليل قاصداً بابي





و أقبل الليل قاصدني وقاصداً بابي ..
ليسكن روحي و يجعل من نافذته أضلاعي
جاء الليل ليخطفني من بين أصحابي
و يرميني على أطلال الماضي و الغيابِ

كل ما أشدوه فيك ياليل همُ الأحباب
فماذا ترجو مني ومن أنشودة شوقٍ وعتابِ ؟
لا تقل لي بأنه قد راق لك لحنها السعيد
فكم أخفت في طياتها غصاتٍ من عذابِ

و تسألني.. ان كان للغياب حجةٌ و أسباب
ان كان الرحيل لنا مطلباً .. ام كان علينا اغتصاب
و ان كان للسؤال سائلٌ .. كي يكون له جواب
و أي ذلك من جواب ..
ما تاه بين زوايا الصمت و الاغتراب
و أخذنا نفتش عنه في بقايا ذاكرةٍ رحلت
وبين الرفوف ..
لعلّ عنواناً يشابههُ على متن كتابِ

أقبل الليل صاخباً بسكونه
ناطقاً بصمته ..
سائلاً كعادته ..
مئة سؤال .. آخرها :
أصار عودة الماضي بمن فيه من المحال ؟

الا أيها الليل كم تغنينا فيك و عرفناك بطول البال
أسئمت من ضياع أجوبتي بين التّمني و رجوة الآمال ؟


السبت، 30 يوليو 2011

كأُغنيةٍ لا أفهمُها

يا بختاً عابراً و تاركني ..
تمهل و انتظرني ..
لا تمضي و ترحل .. كأنك لم تفعل
و كأنك تجهل

أقبل .. و كُفّ فتك حيرةٍ
ألقيتها يوماً في صدري
لا أريد أن يُقضى نحبُ قلبي ..
وهو يسأل

كيف ترحل ؟
و قد تشكّلت على ملامح طريقي
ماالذي كنتَ ترجوه بالامس مني ؟
ليتك كنت أجمل

وان عزمت بألا تبقى
فليتك تحدثني عن هواه ..
حدثني عن أجمل ما عشناه
قبل أن ترحل

اقترب يا بختُ مني
اجلس بجانبي و حكايتنا أسمعني
قلي ما الذي كنتُ أفعله ؟
و كيف كان هو يفعل ..


و قلي كيف استكانت الروح بحبه
و على منكب الهوى
كان الصمت قد أثقل

اسألني عما كنت أحفظ
من كلمات ثغره ..
تلك التي ألقى بأجملها على شاطئ الروح
فقد كان كالبحر .. او انبل

و اما عني ..فسأحكي لك عن
عيناهُ و ما تحكي  !
رغم انهما عصيتان على التهجّي
كان كأغنيةٍ أعجميةٍ .. لا تُفهم
و كثيراً من المعاني تحمل

أتذكر يا بختاً ألحان صمته السحري ؟
كان أغنيتي التي لا أفهمها ..
و أعشقها !
فهل هناك أجمل ؟

ابتسم البخت راحلاً
و في عينيه الدمع قائلاً :
كان كذلك .. وهاهي أغنيتكِ تناديني
و معها سأرحل


الأربعاء، 20 يوليو 2011

هل لرحلة الرحيل بالابتداء ؟

ان كان للصبح قدومٌ قريب ..
و للأمس عودةٌ بعد مغيب
فهلِّ بساعة لقاء بذاك الغريب ؟
ذاك الذي على كل أسئلتي يُجيب

و كيف لي ان ارجو اللقاء
ألقطرة مطرٍ عودةٌ للسماء
و لربيعٍ قدومٌ قبل شتاء ؟

كيف لك ياقلبي بالرجاء !
و هاهي الأشياء تتبدل بالأشياء
و تغمرنا الدنيا في كثيرٍ من الأقوال و الأفعال ..
في كثيرٍ من الألقاب و الاسماء


و رغم ذلك .. مازال في الذاكرة متسعاً من فناء
مازلتُ أجعل من احدى زواياها مكاناً لتلك الاشياء
أُعلّق فيها
أياماً جميلةً مضت ،
أحلاماً انتهت ،
أسماءاً لم ترتحل عنها .. وعليها رست
أُعلّق فيها كثيراً من سنين العمر .. و أُطفئ عليها الأضواء

يا زماناً ضعنا فيه و تُهنا ..
بين الأمس و اليوم .. بين الحقيقة و الأهواء
هل لرحلة الرحيل بالابتداء ؟
أما الأحلام التي لم التمس شيئاً منها بعد
سأتركها فيك ..
لعلها.. وان كانت لغيري .. تعيش  بلا انتهاء