الجمعة، 27 يونيو 2014

مَلاكي الحارِس


عصرُ الصيف دعوةٌ لتهبط على شبابكينا الكثير من الحكايات، أرى كفّي جدتي السمراوتين و الأراضي تمتدّ بينهما لحقول قصائدٍ و أغنيات، من أين لها بكل هذا؟ سؤال دهشةٍ بما أمدّ فيها الجليل، برائحة دفءِ الأمهات تلك، بفتنة العينين الكحيلتين، بقيراطا الفيروز المذهّب، بالرداءِ المورّد المحتشم، و بصوتٍ . . كما ينبوعٍ من نِعَم .

جدّتي، طفولتي، أيامي هيَ حين ترقبتُ السماء لتمطرَ أبي و أمي، زرعتْ لليالي نجماتٍ تغني لي و پيجاما حمراء كياقة دميتي، أيامي هيَ حين امتلأ العصر برائحة البابونج و أسرارُ صورٍ ملأت حائط الصالون القديم، ماءًا هيَ أسقى نخلةً من الحناءِ نُقشت على كفي، مواساتي هيَ حين اخترتُ مقعدًا فلم تصل للأرض قدميّ، أماني هيَ حين لقّنتْ ابن العمّ الوصايا كي لا يبعدني عن العينين، طعمُ الحلوى الملوّن هيَ، لغة الكلام الأبلغ هيَ، الخزامى الذي لا يذبل و حُب الوردِ الأول هيَ، اسمي قد صار اسمي بها هيَ، بالدعوات قد ملأتني هذا المساء، ملاكي الحارس من تحت سابع سماء . . هو قلب جدّتي  Herb .

الجمعة، 20 يونيو 2014

الشِعر صديقُ سفَر


لطالما أحببت أن أكتفي بديوان شعر أو اثنين في أي رحلة سفر، فالخفّة، الخيال المتسرّب من الصفحات، و لذة التمعّن في الكلمات هو ما أحتاجه حين أختار التحليق نحو مكانٍ آخر، فأؤجل كتابًا يدلي علي بقواعدٍ و أساسيات، كما أفعل ذلك لروايةٍ تجعلني أتساءل مرارًا وراء كل مشهد، و هناك عدّة شعراء أحب أن أصنف دواوينهم ضمن الأصدقاء الأنسب للسفر سويةً، الشعرُ نعمًة تنسجُ لي صوتًا و صورةً و قمرًا و عطرًا، يأتون إليّ أنما أكون . .

أخبروني عن أكثر دواوين الشعر أو القصائد التي أحببتم؟
راسلوني هنا Love letter :

http://sayat.me/BashairAbdullah

الجمعة، 13 يونيو 2014

أرجوحة القمر



قلبي ورقةٌ بيضاء، تنتظرالإمتلاء بنوتةٍ موسيقيةٍ تُغنّى بثغر طفولة، تنتظر تحليقها فوق صفوفِ مدرجٍ بلا جدرانٍ تنادي للمجد المنير، للسلام، و من عبق الأماني عَبير. .

مروجٌ خضراء تتسلق نحو عينيّ، تمحي الصحراء برقصةٍ تدور حول أيامي تدور، و العالم كله معها يدور، لتختفي هذه الرمال، لتُنسى تلك الجبال، و تصير كلها مروج، حدّها شواطئٌ و مَوج، نهايتها شرفةٌ على بلادٍ بعيدة . . 

خفّة تهبطّ ليديّ، لأكتب عن عُزوفي نحو فَرحٍ أريده، عن غناءٍ أُجيدُه، عن لغةٍ يفهمها من هم مثلي، من لهم عالمٌ صامتٌ إن أرادوا، أو عالمٌ يصيرُ كورالًا لأغنياتهم التي أجادوا،  عن عُلوّ الضحكات أكتُب، وعن الأرجوحة التي لا تتوقف بي لأحكي، فأحكي بلا توقف، و إن حلّ شيءٌ من الصمت، تكونُ هناك قصيدةٌ تُكتب. . 

أنا للأرجوحة المنسيّة تلك، صُبحًا . . و مَساء، أعلو . . . و أهبط، العالم بعيدٌ عني كنجمة، معلقةً بغيمِ السماء، لا أخاف، لا ألتفتُ فكلّ ماحولي هواء،  واسعٌ هو الكون، و ليس إلا قمرٌ مضويّ ينظر إليّ، فهل من القمر أخاف؟  



السبت، 7 يونيو 2014

سَقفْ


 ما كانت نهاية هذا اليوم الصاخب إلا الصوت المتردد ليقول لي : " لا ترفعي سقفَ أحلامكِ لسلامة قلبكِ "، لم يكن وقعًا مفاجئًا لتلك الحقيقة أبدًا، لكنها فاجئتني لأن من يقولها لطالما كان ملكًا يتوّج معاني الحلم، حقيقةٌ هي بأن الأحلام لم تكن يومًا تختصر بأشخاصٍ في عيني، لكنها صورةٌ لها بروازٌ خشبيّ تصنعه يديّ ، تزرقّ السماء في الانعكاس عليها، و الخضرة فيها لا تختصر وجودها في زاويةٍ لكنها تمتدّ لفضاءٍ له حدّ.

الأحلام: صوتٌ يحضر منامي بكثرة، قولي الذي يتجسّد، وصولي لما ليس يبعُد .. سقفُ أحلامي قد لا يمتدّ، لكنها اكتمالُ الأنصاف المتراكمة بي، قد لا أرفع السَقف أكثر، لكن قلبي ليس إلا لذاك الحُلم يودّ أن يكبر .