الجمعة، 27 يونيو 2014

مَلاكي الحارِس


عصرُ الصيف دعوةٌ لتهبط على شبابكينا الكثير من الحكايات، أرى كفّي جدتي السمراوتين و الأراضي تمتدّ بينهما لحقول قصائدٍ و أغنيات، من أين لها بكل هذا؟ سؤال دهشةٍ بما أمدّ فيها الجليل، برائحة دفءِ الأمهات تلك، بفتنة العينين الكحيلتين، بقيراطا الفيروز المذهّب، بالرداءِ المورّد المحتشم، و بصوتٍ . . كما ينبوعٍ من نِعَم .

جدّتي، طفولتي، أيامي هيَ حين ترقبتُ السماء لتمطرَ أبي و أمي، زرعتْ لليالي نجماتٍ تغني لي و پيجاما حمراء كياقة دميتي، أيامي هيَ حين امتلأ العصر برائحة البابونج و أسرارُ صورٍ ملأت حائط الصالون القديم، ماءًا هيَ أسقى نخلةً من الحناءِ نُقشت على كفي، مواساتي هيَ حين اخترتُ مقعدًا فلم تصل للأرض قدميّ، أماني هيَ حين لقّنتْ ابن العمّ الوصايا كي لا يبعدني عن العينين، طعمُ الحلوى الملوّن هيَ، لغة الكلام الأبلغ هيَ، الخزامى الذي لا يذبل و حُب الوردِ الأول هيَ، اسمي قد صار اسمي بها هيَ، بالدعوات قد ملأتني هذا المساء، ملاكي الحارس من تحت سابع سماء . . هو قلب جدّتي  Herb .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق