السبت، 26 مارس 2011

حروفي


يا حـروفي .. 
خذيني إلى حالٍ تشكّل من ماضٍ بعيدٍ سعيـــدِ

إلى دفء حضنٍ ..إلى قلب أمي الحنون الودودِ

إلى صدى صوتٍ راحلٍ . . لم يعد له من وجــودِ

ثم جرّديني من العناوين في مكانٍ بــعيدٍ بعيدِ

اسقني من ماء وردٍ كلما نفذ طلبت منه المزيدِ

خذيني اليه، كي اعلمه درساً في الايفاء بالوعودِ

وروضـي روحاً تمــــرّدت وتحــررت مـن القيــودِ

تحــررت مــني أولاً .. من صبـــري ومن صمـودي

لا أدري يا أيتــها الحــروف ، هل لـكِ بالـــردودِ ؟

أم تسـاؤلات البشـر أوقفتك في حيـــرةٍ وجمـودِ

قلبي قد ضاع بأحاسيسهِ و أصبح بحالــه كالشريدِ

والدم مازال يساير النـــبض ويـجري في الــوريدِ

ردّي ياحروفي أو اذهبي بي لذاك المكان البعيدِ

واجعلي منكِ ومن شعري وقافيـتي جسراً مديـدِ

يوصلني إلى أرضٍ للأمــــــلِ والعــيش السعــيدِ

الأحد، 20 مارس 2011

كمـانٌ وعطر


كمانٌ وعطر

قافية قصيدةٍ نُحتت على حجر

لحنٌ وصوت نداءٍ ظننتهُ قد اندثر .. أين اندثر ؟

في قلبٍ لطالما عطش فلم يجد إلا كأس الصبر

فسألته : أرتَويت ؟

أم بالعطش عمراً قد قضيت .. ومن ترديد السؤال قد سئمت واكتفيت ؟

سؤالٌ مني .. وسؤالٌ من كل تلك الأصوات حولي .. فتمنيتَ ماتمنيت



قفي لحظةً أيتها الأوتار .. وردّي عني حرقة الآه

قفي وأوقفي عزفاً يبكي وينوح على ذكراه

فإن لم تفعلي .. ولن تفعلي , فاعزفي لحناً يقودني لأنساه

لحناً يشدّني من عالمه ويُرقصني على جروحي .. على حكايتي .. بل على كل ماكتبته في هواه



لم تسمع تلك الأوتار مني .. ومازال ذاك الكمان يقع ضحيةً لها .. وكأنه أنا

ضحية جنازةٍ تُشيدُ في كل ليلةٍ ذكرى

ضحيةُ سطورٌ وسطور

رغباتٌ .. وعشرون ألف شعور



حتى رأيت تلك السطور في لحظة وقد بدأت تتلاشى عنها كل الكلمات ..

وتتعانق وداعاً حروفٌ تجاورت لسنوات



فافترقت الحاءُ عن الباء

وتجرّدت الألف من كل الهمزات



احترت حينها .. حيرةً لم يجد فيها مكاناً غير الدموع والآهات

أهي أخطائنا ؟ أم هي للقدر زلاّت ؟

أهي حكمة ؟ .. لاتسألي عن ذلك .. !

فقد شاء ربنا أن تمزّق كل الذكريات

وأن تُبتر حكايةٌ ذات نبضٍ توقف فجأه .. ثم مات



مازالت الأوتار تعزف .. ومازالت الذكرى تنزف

ومازالت تلك الحروف تتجرد منه ومني

و رغم ذلك .. ها أنا أخطُ له مشاعراً وكلمات

في البالِ لحنٌ


في البالِ لحنٌ .. من الحاضر يأخذني

ويحملني على أوتار ماضٍ أعشقـــــهُ



في البالِ لحنٌ أيقض الذكرى بعد زمنٍ

بعد لياليـــاً كنت فيهـــا أسمعــــهُ



فأتى على البالِ من أخشـــــى تذكـره

أتى مع لحنٍ .. وكأنه من كان يعزفـــهُ



أتى مبتسماً وتحكي عينيـــه شــــوقٌ

فاشتعــل القلــبُ بحنينٍ كاد يقتــــلهُ



في البال لحنٌ حزيــــنٌ .. وأغنيــةٌ

آهٍ لــــو أن فيــــروزَ تسمــعـــــهُ



في البالِ روايةٌ لم يكملها كاتبهـا

وحكـايــــةٍ عشت بطولتهــــا معـهُ



على الشرفـــاتِ .. و رسائل الــحبِّ

و ماكان على أرجـــل الحمامِ يعـقدهُ



مع الزهــر والبــدرِ والطــــــربِ

وديــوانٍ كل ليلـــة لي يــــقرأهُ



أتت ذكـــراك على البالِ من لحـــنٍ

فكــــانت للحــاضر ضيفــاً أثقلـهُ



ليت المـــاضي يرحـــل مع من رحلَ

ويأخــــذ كل مـالا أريد تــــذكـرهُ

لعلها يوماً تصل إلى السماء


سألونني لماذا
لماذا لم أشارك الجميع وانثر أمنياتي في الهواء
لم لا أجعلها تحلق .. لعلها يوماً تصل إلى السماء


ما أجملهم
عندما رأيتهم يخطون أمانيهم على بالونات ملونة
جميلةٌ حرةٌ وبألوانِ الحياة كانت مكونة


لكنني لم أنوي فعلهـــــا
فأمنياتي لطالما عاشت كشفرات لم يقرأها أحد .. ولم يعلم بها غير إلهـــي
أمنياتي .. التي قد وسعت بكثرتها السماء .. ولكن قلبي لم يعجز أن يحتضنها


أمنيـــــــــــاتي
لم تُخط على رمل البحر .. رغم انني بحت له عن كل أسراري
لم تُخط على الورق .. رغم أنه حفظ من كل أسطره أشعـــاري
ولـــن تخط حتى على ألواح من ذهب أو على أكرم الأحجـــــارِ

فأمنيـــاتي حرّة و مخبأة في روح لا تطيق قيوداً ولا أســــوارِ

25 , كانون الأول , 2010