الجمعة، 30 مايو 2014

ليسَ لي إلا أن أمتن

Herb:

 امتنانُ هذا اليوم و هذهِ الليلة هو لـ نظرتي التي باتت تصفو أكثر، أمتنّ على استقلالية الفكرة، و على كل تلك القدرة التي مدّها الله لي لأتقوّى، ممتنةٌ لزهرة الليمون اليانعة و هي تكبر كل صبحٍ على نافذة رؤيتي للأمور، فقد كان طرفي لا يمتد لها فيما مضى، قد كان هناك أشبه مايكون ظلًا يحجبُ عني تلك الزاوية بالتحديد، يمنع التنفّس و يأتي إليّ بحزنٍ يختلسني من كل شيء، ممتنة فلستُ أنا من كان سببًا لبسمة أيام أزهار الليمون تلك، لكن الله دائمًا معي هنا، أقربُ منّي إليّ، لله أمتنّ، ليس لي إلا أن أمتنّ .

Crescent moonEar of rice.

الجمعة، 23 مايو 2014

حَيـاة خفيفة

الخفة في كل شيء لم تكن يومًا فكرةً لتخطر فجأةً للتدوين بها هنا، الحياة الخفيفة هي إن صح قولي عنها بأنها غايتي و مُرادي، و كثيرًا ما تتشكل إلى هاجسٍ يرافقني في أيامي، هل كنتُ يومًا بهذهِ الخفّة؟ حديثًا و حضورًا؟

عاتبتني خالتي منذ أيام لرؤيتها بأنّي قد تنازلتُ عما لا يجب عليّ التنازل عنه، لكن الفكرة لديّ ليست في القيمة التي تضيع أيًا كان نوعها ماديًا أو معنويًا، الفكرة في تمسّكي بهذه القيمة و هي لا تعنيني بشدّة كما لغيري تفعل، و لكن يعنيني أكثر من أي شيءٍ آخر رؤيتي إلى ذاتي بخفتي تلك حين اخترتها، و ذلك لا يعني كذلك بأنّي لا أتمسّك بما أحب و بما أريد، أبدًا، لكن لا أتمسّك بكل شيءٍ له شعبية التملّك لدى الآخرين .

 لي سعيٌ اتجاه هذه الغاية في تعرفيها في كل مرةٍ بشكل أدق و أقرب للوصول إليها، و الفضلُ الكبير لوالديّ فهذه الخفة كنت قد لُقّنتُ معانيها منذ صغيري حتى أدركتُ كيف لها بأن تمنح لي الراحة و السعادة  .



- تبسّم -


 تبسّم ربيعًا 
فإن المواسم تلاشت لتبسُم،
تبسّم و أطفئ قناديل الحيارى . . 
و أنسِ الليالي كيف أوتينا
لساعةِ لقاء، 
أنسِها وجوهًا لنا و أسماء،
و زهّر على قرميدِ النوافذ . . 
فللنوافذِ عيونٌ تحلُم 

تبسّم  لصوتٍ ينادي الطفولة،
للهثةٍ تعلو بدقاتٍ خجولة،
لعتمةٍ تزرقُّ خلف الستائر،
للاختباء بأقدامٍ مكشوفةً،  
لذكرى تخلقُ ضحكةً،
تبسّم لها، نادها لحضنكَ و نَم

تبسّم فلمَبسمكَ صَفوٌ و نور،
لمبسمكَ غناء حياةٍ،
و رقصُ طيور،
لثناياك اشتياقٌ و توقٌ
يوقظ بي مُنيةً لتخيُلها
جَمٌّ من سرور،
جَمٌّ من أعراسٍ تسكنُ الشعور،
تبسّم . . بلا سئمٍ تبسّم 

تبسّم فسوف يُنهيني هذا السكون!
سيُعيد لأطرافي تجمّد تشرين،
تشرين الأول قبل عام،
سيأتي إليّ بحُرقةٍ تشعل فيَّ هلعًا،
فـتبسّم يا ربيعًا،
و كن لحلمي رفيق دربٍ
لهُ طِيبَ مَبسم

لكَ صُبحَ كعكٍ و أغنيات،
لكَ ضحى دفئهُ يملأُ الطرقات،
لكَ مساءٌ لحديثٍ كالزنجبيل،
لكَ كل هذا الليل الطويل،  
لك انتظاري بلا ضجرٍ،
و أيامي لكَ . . لكي تتبسّم  



الجمعة، 16 مايو 2014

ثم تنسى من أكون



- طريحةٌ هي أيامي هذهِ و راقدةٌ تحت ظلٍ تنسدل عليهِ عناقيدُ الذاكرة، و غامرٌ للفؤادِ هو صوت النجّوى الذي لا يهدئ، رائحة الأيادي تخلّدت و بقت تعيد إليّ انبثاق شمسِ الشعور على أودية الفراغِ المجوّف، لو أن الكلمات تأتي . . لو أنها لا تتراجع خطوتين للوراءِ، فكثيرٌ هو الكلام، مترسبٌ على النوافذِ يودّ عبورَ طيرٍ للسلام، يودّ حرّية التحليقِ إلى ما بعد الحلم، ما بعد صحوةٍ تتلو المنام، ليسارع نحو الشروق، قبل رحيل سربِ الهجير، بعيدًا إلى قلبٍ عما يحبُ ليس بضرير، إلى النهاية التي يختار، حيث يبقى كلامًا لن يُنسى، بصوتٍ عن السمعِ لا يضمر، كلامًا في ساعة هذيانٍ تدق فيها أغنية الفرح، تُغنيني ثم تنسى من أكون .  


 Black nibHerb.

الجمعة، 2 مايو 2014

لا تذهبـي يا إيليـاء



لصديقتي إيلياء التي تركت المدينة هذا الصباح، حروف المفاتيح نادتني لتكون الكتابة لكِ هو أول ما أفعل، لكن أظن أني خلتها حلمًا لم يكتمل، تركتُ البيت على عَجل، وصلت إلى محطة الحافلة والحافلة بعد ُلم تصل، بقعة الرصيف التي اعتادت على امتلائها بظلكِ المائل شمالًا حيث لا يقطعه غير عصا العمّ سمير امتلئت بالنقص الهشّ، تلفتُ حولي، العمُ سمير اليوم أيضًا لم يأتِ، أقفيتُ إلى محل الزهور لعلّ السيدة قد أحضرت الجاردينا الذي طلبته قبل أيام، طلبته لكِ فأنتِ تحبين الجاردينيا في بُكرة الصبحِ، فوجدت محل الزهور مغلق، انتظرت و في رأسي هاجسٌ: كيف أن الجميع اختاروا أن يذهبوا معكِ يا إيلياء؟ انتظرت طويلاً حتى نسيني سائق الحافلة . . فأكملتُ سيرًا على قدميّ، الربيع الذي احتفلنا بقدومه معًا في ليلة أپريل أظنه قد دعى شمس الصيف لتسطع على رأسي في هذا الطريق المزدحم، و أمام سور المقهى الفرنسي ذاته حيث تعلو أغنيات تشارلز أزناڤور، صمتت كل تلك الأغنيات، فقد انسحب تشارلزمن هناك، و النادل يقف ويشعل سيجارةً على الباب . . تقدمت لأجد الرضا في قهوةٍ كثيرة السُكر، أردتها لاتيه بدسمٍ قليل، ردّ النادل اليائس، لا نقدم إلا قهوةً دسمةً هذا الصباح، فأعتذرتُ و مضيت، عدتُ إلى حيثُ ابتدأ هذا الصباح، لحروف المفاتيح التي كانت تنادي، لصفحة بريدٍ بيضاء محاطة بالإعلانات، لنقصٍ كسى العالم كله في نصف نهارٍ واحدٍ بعدكِ، لهذه اللحظة التي أتراجع فيها عن كل ما كتبتهُ لكِ، و اكتفي بجفاف بريدٍ أبيض اللون ليس له بأن يحمل لكِ الكثير من القول . .  لا تذهبي يا إيلياء.