الجمعة، 2 مايو 2014

لا تذهبـي يا إيليـاء



لصديقتي إيلياء التي تركت المدينة هذا الصباح، حروف المفاتيح نادتني لتكون الكتابة لكِ هو أول ما أفعل، لكن أظن أني خلتها حلمًا لم يكتمل، تركتُ البيت على عَجل، وصلت إلى محطة الحافلة والحافلة بعد ُلم تصل، بقعة الرصيف التي اعتادت على امتلائها بظلكِ المائل شمالًا حيث لا يقطعه غير عصا العمّ سمير امتلئت بالنقص الهشّ، تلفتُ حولي، العمُ سمير اليوم أيضًا لم يأتِ، أقفيتُ إلى محل الزهور لعلّ السيدة قد أحضرت الجاردينا الذي طلبته قبل أيام، طلبته لكِ فأنتِ تحبين الجاردينيا في بُكرة الصبحِ، فوجدت محل الزهور مغلق، انتظرت و في رأسي هاجسٌ: كيف أن الجميع اختاروا أن يذهبوا معكِ يا إيلياء؟ انتظرت طويلاً حتى نسيني سائق الحافلة . . فأكملتُ سيرًا على قدميّ، الربيع الذي احتفلنا بقدومه معًا في ليلة أپريل أظنه قد دعى شمس الصيف لتسطع على رأسي في هذا الطريق المزدحم، و أمام سور المقهى الفرنسي ذاته حيث تعلو أغنيات تشارلز أزناڤور، صمتت كل تلك الأغنيات، فقد انسحب تشارلزمن هناك، و النادل يقف ويشعل سيجارةً على الباب . . تقدمت لأجد الرضا في قهوةٍ كثيرة السُكر، أردتها لاتيه بدسمٍ قليل، ردّ النادل اليائس، لا نقدم إلا قهوةً دسمةً هذا الصباح، فأعتذرتُ و مضيت، عدتُ إلى حيثُ ابتدأ هذا الصباح، لحروف المفاتيح التي كانت تنادي، لصفحة بريدٍ بيضاء محاطة بالإعلانات، لنقصٍ كسى العالم كله في نصف نهارٍ واحدٍ بعدكِ، لهذه اللحظة التي أتراجع فيها عن كل ما كتبتهُ لكِ، و اكتفي بجفاف بريدٍ أبيض اللون ليس له بأن يحمل لكِ الكثير من القول . .  لا تذهبي يا إيلياء. 



هناك تعليق واحد:

  1. أحب تدويناتك و العالم الذي تأخذيني له

    ردحذف