الاثنين، 27 يونيو 2011

عندما يبتدئ الحديث مع فيروز

بعمق صوتها ..اعتاد الصبح سماع حكايا
من سالف العصر والأوان
و لكن هذ المرة
لم يطق الصبح سماع مايحكيه ذاك الصوت الوتير

رغم انني صبّرته عندما علا صوتها
ب “مثل السهم الراجع من سفر الزمان ”
سألت الصبح : أتذكرها ؟
و قد غنتها فيروز منذ زمنٍ ليس بقصير

اتذكر عندما أدركت يوماً
انها تعني سهماً مسمماً من النسيان
أخذ الصوت يرنو
رغم انه كاد ان يختنق بذكرى اصبح بها أسير

و بدأت تحكي قصتها
” قطعت الشوارع ما ضحك لي انسان ”
كما بدأ يلتمس الروح شيئاً من أسى ليس له نظير

و عندما أبلّت طيناً دُفن به قلبي حياً
بقولها ” كل أصحابي كبرو و تغير اللي كان ”
تسائلت : الصحب ؟
فخطفني صوتها قبل ان يرتد السؤال في مسمعي .. قائلاً

” صاروا العمر الماضي ”
اي ماضٍ .. اي مضارعٍ .. اي حرفٍ اي ضمير
و اي كلماتٍ تحكي ما قد حكم به المصير
عن اي الحكايا .. يا فيروز .. كنتِ تغنين


الأربعاء، 22 يونيو 2011

قد قيـل لي عنـكِ

تختالنا الأقدار على وجه الحياة حيناً
و حيناً تختبئ ..
تختالنا و تغتال فينا أحلامنا و كل
ما يستملكه هوانا

فكم دفنت تلك الأقدار آمالاً
ظنناها لن تنطفئ ..
و كم غنّى الدمعُ فرحةً لمولدِ
أملٍ على قبر أمانينا

فكل الحكاية تتلخص بين صُبحٍ
يُظهر قواه ..
وبين ليلٍ منصتٍ للشكوى بما
أحدث الصبح فينا

قد قيل لي بأن للحياة ألواناً
تتشكل بفرشاة ..
فكيف إن ضاعت فرشاً كانت
أمساً بأيدينا

وكيف هو حال من جعل خطوط
العمر بلا بدايةٍ ولا نهاية ..
وأخذ يلطّخها بالنسيان حيناً
و بالصبر أحيانا

احتار و حيرته ركنت في احدى
زوايا الصمت ..
و بقيت اللوحة بلا أي ملامحٍ تقوّي
آمالاً تحتوينا

قد قيل لي عنكِ يا حياة ما قد قيل
و أصدق القول ما أحدثته السنين فينا ..



الأربعاء، 15 يونيو 2011

ألا ليت ماوراء الليت يأتي


و هاهي وجنات المكان تزهر بربيعٍ جميل
بعد جفاء شتاءِ البُعد ذاك المرّ بليلهِ الطويل
فقد جنى على الحكايات العتيقة داء الرحيل
فمضى اولها حكايةً للوفاء ذات عهدٍ أصيل

. . . .

فكم غريبٌ هو حال الربيع بمبسم زهره و طيره
وكأن الدمع لم يقف على بابه طوال ليل الشتاء

فكم بكى حيناً من قسوة بردِ الرياح وكم بكى
 أكثر على ماأصاب قلوبٌ قد تآلفت من جفاء

فليت الذين رحلوا بالأمس كانوا كالربيع مبتسماً
وان بلل الدمع مبسمهُ تداعى بأنها فرحة اللقاء

وليت ماوراء الليت يأتي و يمر بعالمنا ولو لليلة
فسئمت من كونه كلاماً لا يجدي . . .  كالهباء