الأحد، 17 نوفمبر 2013

لِي .


لي بأن أقلب صفحة التاريخ فأجد السابع من تشرين الثاني مازال جالسًا في مكانِه بابتسامتهِ التي لم تُغيرها السنواتِ التي مضت، أن أرى في مُقلتيهِ عُمرًا يدور حولي و يركضُ ضاحكًا طفلًا لم يتغير فيه غير جسده، طفلًا روحهُ مازالت  ترى البالونات بلونِ الحُب القديم، مازالت تتلهفُ لمذاقِ القاتّو و للرقص على أغنيةٍ تُنادي العصافير للطيران الحُرّ في سماء الحُلم  المتوّجةِ بألوان قوس المَطر .

لي بأن أحُبّ في هذا اليومِ ما قدّمتهُ لي الحياة، أن أحُب  أكثر تلك التفاصيل التي لا يُكترثُ بها كثيرًا لدى الآخرين، لي في الكلماتِ حينَ تقلُّ لتملأ، في اللحظاتِ التي تطول فلا تُشبِع، في المُضيِّ وحدي لما انطفئت هالتهُ فبقي مثلي، يُشبهني، يخبئُ في جوفهِ الحكايةَ التي لربما سترثُ البقاء الطويل لمن غابوا و تركوه.

لي بأن أرى فراشةً زرقاء كحجرٍ فيروزيٍّ مُنقّبًا من السماءِ السابعة، تحلّقُ نحوي و كأنهُ لم يحلو لها الوقوع إلا على أضلعي،  تقعُ و تنغمسُ بينها بعُمق ناعمٍ رقيق، فتُسمعني الريح صوتًا نقيًا من خلفِ أغصانِ الياسمين الهنديّ، يُغنّيني بـ " يا قلبي المِتل فراشِة "، فأبتسمُ و يمتلئ الحُب في عيني للاشيء،  للامكان، للاأحد غير أنّ الرضا يروقُ له استحواذ حُبّي لكلّ ما يحدُث.

 لي أيضًا بأن تؤرقني خطوطُ  الورق، يُشتتني فراغها و هجرةُ الكلمات عنها، للدّمعِ حينَ يصيرُ حبرها، للحزنِ ذاكَ حين يدقُ بلا صوتٍ يُسمع، فأمتنُ لكونهِ يجيدُ اخفاء ذاتهِ، أتمتمُ لهُ بـ " خيرَ ما فعلت و خبأت"، فيتلفتُ شمالًا و يميناً، يغمزُ لي بعينهِ اليُمنى و يهمسُ :"ليسَ بعد!"..

و لي بأن أنسى كثيرًا لغُمرتي بما أتذكر، أن أُلازمَ ابتسامةً مهما يطولُ بي هذا المعبر، و لله من وهبني عُمقًا يُدركُ هذهِ الحياة أن أحُبّ  أكثر، أن أحُبّ .. أمتنُّ .. و أشكُر.

 و الشكرُ كل الشكر للأهلِ و الصديقات، لكلّ من يسعى بأن يملأ كل حواسي بهِ حُبًا في  ذكرى يومِ مولدي بشكلٍ مُختلف.  


هناك تعليقان (2):

  1. أحبُ هذا الاحساس الدرويشي في كتاباتك يا بشاير! أحبه جداً رغم انك مختلفة؛ جداً..

    ردحذف
  2. لو تعلمين كمية الحُب و الفرح التي انسكبت على هذه التدوينة بسبب حضورك فيها يا مشاعل!

    ردحذف