الجمعة، 18 يوليو 2014

أجهلني كما ينبغي .


تشرين الأول،
و أول جفاء للشتاء . . 
معبرٌ يمتدّ لضوءْ
لم يُغررني للهروب إليه،
وحيدةٌ بشهية مُغتربٍ 
اختارَ فلم يحتار ،
و قدماي في مُضيها
أول ما أدركته هناك . .

أبوابٌ مغلقة،
يمينًا و شمالًا. . 
ضوءٌ يشعّ من تحتها
حتى انكشف لي السقف . . 
إني أخاف دُنوَّ السقفِ
و لكن تجاهلي كان أكبر، 
هاهم الأولاد ذاتهم
يضحكون و يسخرون، 
يحيطون بانطواءِ جسدِ طفلٍ باكٍ . . 
هاهي النظرة للأعلى، 
للأعيُن، برعشةٍ و ذُعر،
هاهي الصحراء ذاتها . .
من أرادت أن تصير رمادًا حارقًا
فصارت،

هاهو ارتشاق الماء
على جَسدي ،
بعيدًا عني قد كنتُ . .
وَحدي، 
رحلتُ و عينيّ تنظر لي . .
لم تبكِ، 
عطشتُ . .  و يداي لم تمتد
 لشفتيّ لتُسقي،
ناديتُ . . و أذناي سعت
بأن تسمعني . .  
و لكن لم يجدي، 
قد قلت كلامًا جميلًا
فيما مضى، 
أيا ساعة التذكّر ائتي، 

أجهلُ ذاك و هذا
لكن خطوي بات واثقًا
 من عتمة المعابر، 
أصمتُ و لكن ماذا؟
أي الكلام يُسمع
و لو بصوتٍ جاهر،

أحدقُ في المخاوف باكتراثٍ 
لأن لا يأتي غدٌ يُنسني ماأمنتُه،
أجهل فعلي، و قولي،
 كما هو قدرٌ يأخذني . . 
أجهلني . . ولكن، كما ينبغي . 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق