السبت، 12 يوليو 2014

بعَينٍ لا تأخذها سُنةٌ ولا نَوم




لا أدري بأي شعورٍ أتيت هذهِ المرة إلى هنا، و لكنّ أتيت لأضع كلماتٍ تصفُ سماءي و أرضي هذهِ الأيام، آتي للرّف الذي صنفتهُ ليكونَ رفًا تجتمع عليهِ أيامًا للسلام، ولكن دموية الأرض تتفاقم و تُعجز كل الكلام، دمويةُ غريقةٌ بها هي الأقصى و بغداد، غزةّ . . و أواه بتلك . . أواهُ بالشام، لا أدري كيف أتيت و لكن الذهول يجمّد أطرافي و لسعةُ الخوف القديم باتت حُرقةً يمتلأُ بها ريقي، و الدعواتُ تذوب عن النطق فتصيرُ دمعًا يُشلّ عن المُضيّ بعدَ أن تلاشت عن العين كل الجهات .
كانت أغنيةً تصدحُ بها الإذاعات حين كنت في الصفوف الأولى من الابتدائية، أغنيةً تنادي لحلمٍ يجمعنا جميعًا : دا حُلمنا كُلنا . .  
حفظناها، رددناها، رسمنا طفولتنا وهي تُغنيها لتنبثقُ محلقةً من أطرافنا طيور السلام نحو بلاد الحرب البعيدة، و التي باتت قريبةً و الحلم ذاك هو من ابتعدَ عنّا أكثر، لربما بَعُد لأن الطفولةُ من الأيادي طارت، أو لأن أصواتنا عن المسامع غابت، أو لأننا لم نَرُق لهُ لأمرٍ ما . .  فلم يأتي .
يا الله، حكمتك اقترنت بكل قدرٍ تبعثه لي و لأهلي في كل بقعةٍ على هذه الأرض، فسلّمنا و امنحنا القوّة و العزّة بقوتكَ و عزّتكَ أنتَ وحدك . . أطفئ خوفي يا رحمَن، و احمنا بعينٍ لا تأخذها سُنةٌ ولا نَوم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق