لا أدري بأي شعورٍ أتيت هذهِ المرة إلى هنا،
و لكنّ أتيت لأضع كلماتٍ تصفُ سماءي و أرضي هذهِ الأيام، آتي للرّف الذي صنفتهُ
ليكونَ رفًا تجتمع عليهِ أيامًا للسلام، ولكن دموية الأرض تتفاقم و تُعجز كل
الكلام، دمويةُ غريقةٌ بها هي الأقصى و بغداد، غزةّ . . و أواه بتلك . . أواهُ بالشام،
لا أدري كيف أتيت و لكن الذهول يجمّد أطرافي و لسعةُ الخوف القديم باتت حُرقةً
يمتلأُ بها ريقي، و الدعواتُ تذوب عن النطق فتصيرُ دمعًا يُشلّ عن المُضيّ بعدَ أن
تلاشت عن العين كل الجهات .
كانت أغنيةً تصدحُ بها الإذاعات حين كنت في
الصفوف الأولى من الابتدائية، أغنيةً تنادي لحلمٍ يجمعنا جميعًا : دا حُلمنا كُلنا
. . ♫
حفظناها، رددناها، رسمنا طفولتنا وهي تُغنيها
لتنبثقُ محلقةً من أطرافنا طيور السلام نحو بلاد الحرب البعيدة، و التي باتت قريبةً
و الحلم ذاك هو من ابتعدَ عنّا أكثر، لربما بَعُد لأن الطفولةُ من الأيادي طارت، أو
لأن أصواتنا عن المسامع غابت، أو لأننا لم نَرُق لهُ لأمرٍ ما . . فلم يأتي .
يا الله، حكمتك اقترنت بكل قدرٍ تبعثه لي و
لأهلي في كل بقعةٍ على هذه الأرض، فسلّمنا و امنحنا القوّة و العزّة بقوتكَ و
عزّتكَ أنتَ وحدك . . أطفئ خوفي يا رحمَن، و احمنا بعينٍ لا تأخذها سُنةٌ ولا نَوم
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق