الجمعة، 17 يناير 2014

بينَ الغَيم


فصلٌ دراسي انقضى، خريفٌ اكتمل و شتاءٌ بنصفهِ مضى،  أشهرٌ لي بأن أقول أنها كانت تجرّ معها الكثير من الشعور المخبئ اضطراريًا في معظم الحين، فلم يكن هناك متسعٌ للفصح، و أعتقد حين لا يسع الوقت و المكان حمل مافي قلوبنا فإن ذلك إما لكون الشعور مشترك بيننا في الوقعِ الذي يُسكتنا و يضيق كل شيء للبوح بهِ كما هو، أو أن يكون اليقين بَيّنًا كالشمس بأنهُ لن يُفهم ولا لأقصر مدىً يُرجى، أحداثٌ متتالية أوقفتني، أبقتني في موضعٍ عصيٍّ على الوصف، و لكن كان لي بأن أمضي حتى انقضى كل شيءٍ ببطءٍ كدتُ فيه أن أنتشل لوهلةٍ تصديقي بهذهِ الحياة، فقطعت عهدًا عليّ ألا أأذنَ لساعة الألم بأن تأخذ أكبر من حجمها فيَّ، ألا أسمح لها أيضًا بأن تتسلل لمن هم يكترثون بما يلوجُ بداخلي أو تؤذيهم بشيءٍ يشبه ماتفعلهُ بي، فنحنُ ممن يكونون بخير في الكلمات الطيبة، في السؤال الودودِ، في الحديث عما نحبْ، في حضنٍ أجاد الإنصات، في روحٍ تمرّست الفهم، في بوحٍ يشبه لسعة النعناع، في أثرٍ حلوٌ ككعك البرتقال، نحنُ نبقى بخير بالتفاصيل الصغيرة، تلك التي أؤمن بوقعها و أثرها و المعنى المخبئ في جوفها، على عكس مايكون ظاهرًا كبير الحجم، فارغًا بلا أي معنًى و طعم. انقضى فصلٌ تراكمت على ذاكرتي جَمٌ من الأقوال عنه، لكن هناك جملةٌ واحدة ترسّخت في مسمعي حتى استطعتُ أن أفهمها بعمق و هي : أن لنا بأن نكون بخيرٍ معًا . . بكل ما أحمل من قلب أودّ أن نبقى بخير، و بملئ السماواتِ السبعِ لله الحمد على كل ماأخذ منّا، و على كل ماأعطى و بهِ مَنَّ  Leaf fluttering in wind

أكتب هذهِ التدوينة في تحليقِ سفر ، 
يرافقني صوت ( عبير نعمة ) بدفئِه و رقّتِه ،
و قد رأيتُ أمانٍ تباينتْ بين الغيم بحلةٍ جعلتها في البعدِ أجمل  Fallen leaf

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق