الجمعة، 11 أبريل 2014

تركتهُ يسافر


الحزن في عينيك دعوةٌ للكتابةِ بعد غياب، نظرتك المثقّلة بحِيرةٍ أعلم مما أتت، و كيف أتت، و لما هي الآن منك أنت . .  و تلك اليدين، يديك و هي تلملم الأصابع و تشبكها كي لا تفضح كمّ الأسئلة، فتوقع بلا قصدٍ كلماتٌ متقطعة عصيّةٌ بأن تمد يديها لجوابٍ ما. . 

كيف لي أن لا أعلم، و أن لا أفهم، إني أحسّ بإيماءات الأشياء حولي تسأل . . فكيف أنت؟  فكنت أنت الذي تقرأ، الصفحات هذه هي نافذتك الوحيدة لتصل، لترسم لك فتاة يومًا لها شعرٌ أشقرٌ طويل لأن جدتها أوصتها بأن تبقيه دومًا طويلا، و يومًا فتاةٌ ترتدي رداءًا قصيرًا مُزهّر فضفاضي يوحي بالوحدة و الهدوء الهشّ، و يومًا آخر تصير فتاةً ليس لها إلا ظلٌ  . . يشبه ظل ياسمينة . 

سأدعو هذه اللحظة كي تكون للبوحٍ لك، على ورقي هناك فتاةٌ واحدة، لها قلبٌ يثير الضجة، لطالما تنصتُ له، تسمع موسيقاه لحنًا يكون لها الدليل، تكتب، و لكن الكتابة لم تكن يومًا لأحد، ينبتُ في يديها نوعٌ من الجاردينيا حتى صار لأيامها عطرًا، العالمُ في عينيها هو: قمرٌ للحكايات، كعكٌ للضحكات، سماءٌ زرقاء بغيمات، و صبحٌ للأغنيات، فتاة نافذتك لا تكترث بعالم الأشخاص ذاك، فالعالم للأشياء التي تحب كي تحِب. . و تحَب، وجه العالم - الذي تخافه - تركته يسافر. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق