الحزن في عينيك دعوةٌ للكتابةِ بعد
غياب، نظرتك المثقّلة بحِيرةٍ أعلم مما أتت، و كيف أتت، و لما هي الآن منك أنت . .
و تلك اليدين، يديك و هي تلملم الأصابع و تشبكها كي لا تفضح كمّ الأسئلة،
فتوقع بلا قصدٍ كلماتٌ متقطعة عصيّةٌ بأن تمد يديها لجوابٍ ما. .
كيف لي أن لا أعلم،
و أن لا أفهم، إني أحسّ بإيماءات الأشياء حولي تسأل . . فكيف أنت؟ فكنت أنت الذي تقرأ، الصفحات هذه هي نافذتك
الوحيدة لتصل، لترسم لك فتاة يومًا لها شعرٌ أشقرٌ طويل لأن جدتها أوصتها بأن
تبقيه دومًا طويلا، و يومًا فتاةٌ ترتدي رداءًا قصيرًا مُزهّر فضفاضي يوحي بالوحدة
و الهدوء الهشّ، و يومًا آخر تصير فتاةً ليس لها إلا ظلٌ . . يشبه ظل ياسمينة .
سأدعو هذه اللحظة كي تكون للبوحٍ
لك، على ورقي هناك فتاةٌ واحدة، لها قلبٌ يثير الضجة، لطالما تنصتُ له، تسمع
موسيقاه لحنًا يكون لها الدليل، تكتب، و لكن الكتابة لم تكن يومًا لأحد، ينبتُ في
يديها نوعٌ من الجاردينيا حتى صار لأيامها عطرًا، العالمُ في عينيها هو: قمرٌ
للحكايات، كعكٌ للضحكات، سماءٌ زرقاء بغيمات، و صبحٌ للأغنيات، فتاة نافذتك لا
تكترث بعالم الأشخاص ذاك، فالعالم للأشياء التي تحب كي تحِب. . و تحَب، وجه العالم
- الذي تخافه - تركته يسافر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق