الجمعة، 21 فبراير 2014

من مَكـة


من مكة قلبي الهائم، باللوحةِ الحيّة على بردِ زجاج النافذة، من مكة حيث لا أرى أشباهًا للنائمين، طمأنينةُ الحبِ تنير جَبين الزائرين، حتى إكليل الورد المنحني نحو هذه اللوحة، لا ذبولٌ يراود أوراقه، مرويٍّ بالنظر لما يحبّ،  بيت الله، البيت المقدّس و العابدون حوله يجرّون حزن الروح فيهم تعطشًا للرحمة المجرّدة، تقربًا بحبهم المجسّد بالدعواتِ المحلقة للسماوات، الذكرى العميقة تحوم بين أجسادهم كطيفٍ مبللٍ بالمطر، الآمال اليتيمة تتسلل بين أيديهم لعلّها تُزهر، يودّون أن لا توقف قبل الوصول لما أتوا إليه، إن الله قريبٌ هنا، حمامُ السلام لا يخاف الليل هنا، الأرزاقُ غيماتٌ تأتي لتنظر إلى وجوهِ المصلّين، و أخرى تنتظر جلوس الساجدين لتبتسم لهم، عذوبة الماء، نقاوة صوتٌ ينقرُ نقرةً توقض الفؤاد ليهمس له : "كن لها، فأنت هنا"، صديقٌ غائب يقدم لك الوفاء في مُضيهِ فلا يُنسى، رياحينٌ من عبقِ الطفولة تعيد إليك الرغبة في الأشياء الصغيرة، في التفاصيل التي تركتها راغبًا لا تعسّفا، من مكة أغنيةٌ عن كلِ ما أتينا إليه في هذهِ الحياة، للحياةِ كما هي بلا تنمّقٍ و بلا تعكّر، من مكة قلبي أنا لم ينم، باقٍ مُنتظر .. باقٍ طفلًا لن يكبر . 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق