الجمعة، 22 أغسطس 2014

" عيوني ما بتخبّي . "

لو نعود أطفالًا لوهلةٍ، و نجمع أيدينا في دائرة عشبٍ لتمتلئ بها كبقعة سماءٍ تمتلئ بنجمات، و نلعبُ لعبة الكلمات، أيّ الكلمات الأقربُ للنطقِ بها، سأقول:

سحابةُ صيف طويلة - مكعبات سُكّر ملونة - كعكٌ نضَجَ للحُب - صناديق فارغة تنتظر - حقائب معلقةٌ على أغصان شجرة اللوز - أرجوحةٌ و رداءٌ طويل - سماءٌ كبنفسجِ غياب - تواريخ ذاكرةٍ مؤرّقة - اثنتا عشرة شهرٍ متوقفة - شتاءٌ على ذراعهِ كمنجةٌ للعزف - ربيعٌ يرقص على أطراف قدميه ليدركَ كل ما أحبّ - أغنياتٍ تحلّق من شبابيكِ الحيّ - ماجدَة و "ماحدا بيعبّي مطرحك بِ قلبي، عيوني ما بتخبّي " . 


الأربعاء، 20 أغسطس 2014

- آلة تصوير -



مساءُ الثلاثاء | ٥:١٠ م. 
كموعدٍ لابتداء مسرحيّة تنسجُ حكايةً بين أجساد الدمى المصنوعة من الساتان و أزرارٍ من الخرز اللامع، كعشرات الأعين تحدّق دون أن ترمش منصتةً للحكاية المنثورة و الأصوات الصادرة من الصندوق، كشهقاتهم لسقوط الأمير المقاتل لأجل فتاةِ القلعة المنتظرة لحرّية المدينة الكامنة في صدره، كالكرات الخمس الراقصة بين يديّ مقنّعٍ بفمٍ ضاحكٍ و عينين دامعتين، كاليدِ الممسكة بيدي و هي تركض بي لأراضِ الدهشة و السكاكر و الضحك بصوتٍ يعلو حتى يمحي دونه كل صوت، لا أحد هناك يجيد شيئًا من الكلام، كل من هناك يضحك فقط، كل من هناك يغنّي و يسلّم جسده للرقص حتى تهلّ عليه السماء المزينة بالأضواء بمطرٍ من فرَح!  كستارٍ أحمرٍ كشف عن يومٍ طفوليٍ أبى أن يتخلى عن طفلةَ الغرّة الكثيفة و ينساها داخل حدود آلة التصوير، فبقي يبعث تفاصيلهِ لي، و للمساء الطويل .   

عقدُ من لؤلؤ



أغيبُ و أدرك أن الجُمُعات التي غرزت نوافذ اللقاءِ بيننا تتساقط كحبّات لؤلؤ، مرّ نصفُ عامٍ و أكثر . . انّي بها أسعى بأن أُبقي كل كلمةٍ، بل كل فاصلةٍ و كل انقطاعِ للكلام في السطر بأن يكون شبيهًا لي في تلك اللحظة، لا أسعى للتنمّق في الحديث بقدر ما أتوق لوصول الكلام كما أودّ أن يصل، أبذل مابوسعي و أفتش عن الوقت المقترنِ بشهيةِ التدوين و هي بصحةٍ جيّدة . 

و لأن اللؤلؤ هو المُحبب و المقرب لي ، أعود للتدوينات السابقة و أجدُ أن منها قد لا يحملُ تلك الفائدة المعنوية بقدرِ ما انها تقتبس حالتي في لحظةٍ ما، حالة تتجسد في الكلمات حيث تبعث ذات نورِ الشمسِ التي كانت تسلّط على أصابعي على مفاتيح الكتابة، تبعث الطقس و الرائحة و الموسيقى . . كما الآن .

من قلبي سلامٌ و أسلال زهرٍ لكل الذين يعودون إلى النوافذ المنسوجة بالمحبة و إن كانت مغلقة .  كل السلام لكم Revolving hearts .

الخميس، 7 أغسطس 2014

سِـقاية


الصبر و الانتظار، هل يشبهان بعضهما؟ لا أعتقد و لكن كثيرًا ما ببعضهما  يقترنان .
يقولون أن النساء يُجدن الانتظار ، و أحيانًا يوصف الانتظار بأنه نبتةٌ تُسقى من عمر النساء كلما زاد العمرُ بأيامهِ كلما كبُرت و توسعت مساحة النبتة و ظلها ، و يقولون كذلك أن الرجال هم أهلٌ للصبر أكثر، تتجرّد العاطفة عن جذور الرغبة لديهم بين ليلةٍ و ضحاها و يبقى جذعُهم قويًا صامدًا لا يعني له ما تأتي به الريح ؛ عمرهُنّ سقاية و زرعهنّ هُم . 
الصبر و الانتظار، هما الوحيدان اللذان وددتُ رسمهما على ورقةٍ بيضاء في أواخرِ هذا الصيف .