السبت، 26 يوليو 2014

عزُوف


أكتبُ للأمسِ الذي مازال يلوّح بيدهِ لي حتى أبقى ذاكرةً له : أتعي كمَّ النسيان الذي حطّ على ذاكرتي من بعدك؟ أترى كيف عزّ عليّ أن أنساك؟ و أنّي نسيتُ كل ما أتى و ذهب معك إلّاك؟ إنّي أتذكرك لليدين اللتينِ انتزعتك من صدري و أبقتك بعيدًا ملوحًا لا أكثر، على زاويةِ طريقٍ تبتعد لا تستطيع الاقتراب نحوي، لا يؤثرُ فيَّ كل ما تقولهُ لي ملامح وجهك. أكتفي بتفقدِ اليدين القريبتين منّي و برؤية ابتسامةٍ و كأنها حكايةً لم تُروَ بعد .. 

عُزوفٌ نحو فرحٍ أريده، هكذا أخبرني همسًا ذاك الأسم الذي انتزع السنوات الماضية ليضعني أمام عينين ضاحكتين و صوتٌ يفيضُ بالنِّعم ، اليدين تلك علمتُ أنهما تحملان لي الطمأنينة و الأخوة التي تمسكُ بي لحين ساعةٍ يُختتمُ فيها كل شيء،  عُزوفٌ نحو كل مايشبهني كما هيَ، لقاؤنا الأول هو رعشةُ قلبٍ أمام انعكاس صورتهِ في مرآه، أؤمن بالصدفة و لكن أؤمن أكثر بعطايا الله المُجسدّة في قلب صديقٍ صادق الشعور، حيث لا يأذن لليالي بالنهشِ في روحي وحيدة . .

العزوف؛ هيَ حكايةٌ تتمثل في عَذبِ الكلام، و بهجة الأيام، و في فؤادٍ مُحبٍ أشبعهُ الامتنانُ لها كل ليلة . . 

كل سنة و أنتِ : أنتِ ياعزوفي ️Herb.

٢٦ يوليو ٢٠١٠ /  ٢٦ يوليو ٢٠١٤ 

الجمعة، 25 يوليو 2014

خَيـالي مُفعمٌ بالوَرد، و أنت؟








إن كان الواقعُ ضيقًا يبدو ففي الخيالِ لنا فُسحةٌ و صَفوٌ ،

 لنا لغةٌ تتبدل فيهِ تصيرُ أبلغْ. . تصيرُ بلحنٍ لهُ طِيبَ مَغنى .



- المتحدث في الفيديو: د.وليد فتيحي في برنامج ( و مَحيايَ ). 

الجمعة، 18 يوليو 2014

نِـداء


يامُواساتي. . ياطمأنينيتي . . يانُوري و أملي . .
أنبتني على أرضٍ مباركة، و زهّرني Seedling 


- أعلمُ كما هو تنفسّي لهذا الفجر أن الله هو مواساتي الوحيدة، هو الصوت الذي يروي كل شقاءٍ بسُقيا من رضا، و أعلم أن النور ينبتُ من جوف الأشياء و عَتمتها، و الأمل هو مايثمر و إن امتدّ بهِ العمر سيُبقي لي زهرًا لا يذبل . . كل ما أتوق إليه ألا تبتعد عني يدُ الله، أشفقُ على حال قلبي لولاه  Ear of rice

أجهلني كما ينبغي .


تشرين الأول،
و أول جفاء للشتاء . . 
معبرٌ يمتدّ لضوءْ
لم يُغررني للهروب إليه،
وحيدةٌ بشهية مُغتربٍ 
اختارَ فلم يحتار ،
و قدماي في مُضيها
أول ما أدركته هناك . .

أبوابٌ مغلقة،
يمينًا و شمالًا. . 
ضوءٌ يشعّ من تحتها
حتى انكشف لي السقف . . 
إني أخاف دُنوَّ السقفِ
و لكن تجاهلي كان أكبر، 
هاهم الأولاد ذاتهم
يضحكون و يسخرون، 
يحيطون بانطواءِ جسدِ طفلٍ باكٍ . . 
هاهي النظرة للأعلى، 
للأعيُن، برعشةٍ و ذُعر،
هاهي الصحراء ذاتها . .
من أرادت أن تصير رمادًا حارقًا
فصارت،

هاهو ارتشاق الماء
على جَسدي ،
بعيدًا عني قد كنتُ . .
وَحدي، 
رحلتُ و عينيّ تنظر لي . .
لم تبكِ، 
عطشتُ . .  و يداي لم تمتد
 لشفتيّ لتُسقي،
ناديتُ . . و أذناي سعت
بأن تسمعني . .  
و لكن لم يجدي، 
قد قلت كلامًا جميلًا
فيما مضى، 
أيا ساعة التذكّر ائتي، 

أجهلُ ذاك و هذا
لكن خطوي بات واثقًا
 من عتمة المعابر، 
أصمتُ و لكن ماذا؟
أي الكلام يُسمع
و لو بصوتٍ جاهر،

أحدقُ في المخاوف باكتراثٍ 
لأن لا يأتي غدٌ يُنسني ماأمنتُه،
أجهل فعلي، و قولي،
 كما هو قدرٌ يأخذني . . 
أجهلني . . ولكن، كما ينبغي . 


السبت، 12 يوليو 2014

بعَينٍ لا تأخذها سُنةٌ ولا نَوم




لا أدري بأي شعورٍ أتيت هذهِ المرة إلى هنا، و لكنّ أتيت لأضع كلماتٍ تصفُ سماءي و أرضي هذهِ الأيام، آتي للرّف الذي صنفتهُ ليكونَ رفًا تجتمع عليهِ أيامًا للسلام، ولكن دموية الأرض تتفاقم و تُعجز كل الكلام، دمويةُ غريقةٌ بها هي الأقصى و بغداد، غزةّ . . و أواه بتلك . . أواهُ بالشام، لا أدري كيف أتيت و لكن الذهول يجمّد أطرافي و لسعةُ الخوف القديم باتت حُرقةً يمتلأُ بها ريقي، و الدعواتُ تذوب عن النطق فتصيرُ دمعًا يُشلّ عن المُضيّ بعدَ أن تلاشت عن العين كل الجهات .
كانت أغنيةً تصدحُ بها الإذاعات حين كنت في الصفوف الأولى من الابتدائية، أغنيةً تنادي لحلمٍ يجمعنا جميعًا : دا حُلمنا كُلنا . .  
حفظناها، رددناها، رسمنا طفولتنا وهي تُغنيها لتنبثقُ محلقةً من أطرافنا طيور السلام نحو بلاد الحرب البعيدة، و التي باتت قريبةً و الحلم ذاك هو من ابتعدَ عنّا أكثر، لربما بَعُد لأن الطفولةُ من الأيادي طارت، أو لأن أصواتنا عن المسامع غابت، أو لأننا لم نَرُق لهُ لأمرٍ ما . .  فلم يأتي .
يا الله، حكمتك اقترنت بكل قدرٍ تبعثه لي و لأهلي في كل بقعةٍ على هذه الأرض، فسلّمنا و امنحنا القوّة و العزّة بقوتكَ و عزّتكَ أنتَ وحدك . . أطفئ خوفي يا رحمَن، و احمنا بعينٍ لا تأخذها سُنةٌ ولا نَوم .

الجمعة، 4 يوليو 2014

عُمـرٌ للتذكّـر





لأسماءٍ تكررت في حياتي، لأسماءٍ أوقفتني ثم صمتت لـ ألا تقول شيئًا و لـ ألا تفعل شيئًا غير ايقافي عن المُضي قُدُمًا، لأسماءٍ عبرت بجانبي ثم تراجعت لأمرٍ ما، لأسماءٍ تتبعت خطوي أينما أذهب حتى اقترنت بي، لأسماءٍ التصقت بي تعسُفًا لا رغبة، لأسماءٍ اخترتها لتأخذ من روحي حياةً تمنيتها، و للأسماءِ تلك . . تلك التي في أيّ عُزلةٍ أكون فيها أراها تُحلّق نحوي و كأنها ملائكةُ السماءِ، تضعُ يديها على كتفي، تأتي بكرسيٍ إلى جانبي و تجلس، تبتسم، تشعّ من عينيها محبّةً لا تنطفئ، تلك الأسماء التي توحي لي لأتمسّك بخلودِ الإيمان بها، بالتصديق بوجود مالا يغيب أبدًا ولا ينتهي أبدًا كما هي:
حياتنا لا تنتهي، ثمةُ وقفةٌ بعد غياب شمسنا، ثمةُ كثيرٌ من الكلام، ثمّة عمرٌ للتذكّر، و ثمّةُ رجاءٌ عظيم لحياةٍ واحدةٍ عِيشت، ثمةُ رحمةٌ من الله. . حياةٌ أخرى تتخلد بتلك الأسماء الباقية إلى مالا حدّ لهُ أو انتهاء .