الجمعة، 28 مارس 2014

كلاسـيـك


المعنى الذي أجده قريبًا مني في كثير من الأمور التي أعيشها، الحديث بكلاسيكية، في الشعور و الكتابة، و  في اقتناء المظهر الكلاسيكي كذلك. إن الكلاسيكية كمفهوم حين ظهر في القرن السادس عشر كان مذهبًا أدبيًا يقول عنه أتباعه أنه يبلور المثل الإنسانية الثابتة كالحق والخير والجمال، ويهدف إلى العناية بأسلوب الكتابة وفصاحة اللغة وربط الأدب بالمبادئ الأخلاقية، واعتبار العقل كأساس و معيار لفلسفة الجمال في الأدب، أجد ذلك ملموسًا في كثيرٍ من الإقتباسات التي تشدّني حيث يكون الأدب موزونٌ بعقلٍ و وعي، و بنظرةٍ تدرك الرغبة ببصيرةٍ ناضجة لا تُعمى بها، على عكس مالا أحبذه في بعض النصوص حين أجد فيه شاعرًا أو كاتبًا يسعى ليقود القارئ إلى كتابتهِ باسمِ تجرّد مشاعره عن عقله، و النظرة تختلف لدى الآخرون كما هي الكلاسيكية في جمال الأدب و الشعر حيث لاتراه كل العيون .

و بالنسبة لكلاسيكية المظهر فدعوني أعرفها لكم من منظوري بكل حُب و تباهي لكوني لا أجد أريحيةً إلا بها؛ الكلاسيكة هذه في عيني هي اقتناء القطع الفاتنة ببساطتها، الثياب التي تسحر الأعين لكونها مكملةً لمن ترتديها و كأنها قطعةٌ وجدت لتكون لها، فستان أسود بقصة خلفية تحاكي انسيابيته على الجسد، قبعة كبيرة ذات شريطة من الساتان، كعب متوسط الطول بحجرٍ زمردي اللونِ في مقدمته، قلادةٌ ذات طوقين من اللؤلؤ، طلاء الأضافر و أحمر الشفاة حين يتوافقان في اللون، تمامًا كمظهر أودري هيبورن! السيدة التي أجدها تعرّف كلاسيكيةً خاصةً بها. 

و في الحديث عن أودري، الكثير يلاحظ انبهاري بها عن غيرها، فعلًا أجد في أودري مظهرًا فاتنًا يكمّل جمالها الهادئ، فيلم ( سابرينا ) و فيلم ( إفطار في تيفانيز ) من الأعمال التي أظهرت أودري بجاذبية الكلاسيكية التي تفرض ذاتها، كما أن لها كثيرًا من النصوص التي تدلّ أن لها في كلاسيكة النظرة و الشعور بشكلٍ له جاذبيةُ مختلفة. 






من أقوال أودري المقرّبة لدي: 

For beautiful eyes, look for the good in others; for beautiful lips, speak only words of kindness; and for poise, walk with the knowledge that you are never alone

*** 
The beauty of a woman is not in a facial mode but the true beauty in a woman is reflected in her soul. It is the caring that she lovingly gives the passion that she shows. The beauty of a woman grows with the passing years

*** 
I believe in being strong when everything seems to be going wrong. I believe that happy girls are the prettiest girls. I believe that tomorrow is another day and I believe in miracles

***
You can tell more about a person by what he says about others than you can by what others say about him



الجمعة، 21 مارس 2014

قصاصة من مذكّرة مُورّدة



أيقضها هذيان قلبٍ في ليلةِ الربيع الأولى، أشعلت ضوء السهّارية حارسها الليلي الذي يحميها من جنون الليل حين يقف على بابها، أخرجت بخلسةٍ مذكرةً مورّدةً اقتنتها في آخر رحلةٍ لها، كتبت قصاصةً من ذاكرتها لشيءٍ ما قد رحل : 


ليست الرغبة بك، بل إنه مجرد حلمٍ صحوتُ فوجدته قد انتهى، الحلم بأن تكتمل الأنصاف المكوّمة في قلبي، الحياة تجرّ يدينا للبعيد أحيانًا، و يكون القريب هو مانسعى إليه، هو ما نتوق إليه، هو ما نودّ أن نبقى بجانبه لآخر ثانيةٍ فيها، ليس كل غياب يرفض الإياب، و ليس كل رجوعٍ ينهي الذهاب، الأحلام هي ما نقتات عليه لتكتمل ابتسامتنا في مُضيّنا و يحبها الآخرون، لأن حلمٌ بين المقلتين ساكنٌ، لأن أملًا في الله و ثقةً بأن الحُب آتٍ  . . 


Fallen leaf️️. 

الجمعة، 14 مارس 2014

اختاطفة لمعرض الكتاب


للمرة الأولى في هذا العام، العام الأخير في الجامعة حيث تأخذني جمٌ من الأبحاث و الأعمال التي كان لها دور في هطول أمنيةٍ على عقلي بأن تُخلق منّي نسخًا أحضرها بدلًا منّي متى أريد! و حين هلّ مارس و أتى موسم معرض الكتاب أدركت أن ليس هناك أي قائمةٍ حُضّرت، لم يؤثر ذلك في حماسي بل قلت لربما أكتشف شيئًا يقع في يديّ فيروقُ لي بدلًا من رجوعي إلى الآراء و الهالات المصنوعة من قبل الناس لبعض الكتب التي لم تكن في الحقيقة تستحق ذاك الحجم المبتذل .

بين أغلفة الكتب الفاتنة رفّ قلبي هائمًا، لكنّ تمالكت أنفاسي و بتأنٍ قرأت مدى أريحية و مرونة ماصنعه الكاتب ليحلّ مكانًا في الغلاف الخلفي للكتاب، الكتب الأدبية كالعادة سيطرت على أصابعي حتى أقتنيت مجموعة منها، غضضتُ النظر عن الدواوين و هوسي بها بقدر ما استطعت لعلمي بأني لن أكتفي منها يومًا، إلا أن درويش غلبني فوجدته متربعًا بين يدي، بل على قمة الكتب المختارة! 

و أثناء تفحصي للكتب في إحدى الدور - كان دارًا متخصص بالكتب الأدبية و الروايات بشكل أخص - شدّني ذاك المشهد الحيّ بجانبي ليدينِ ترتجفان لرجل مسنٍ ذا لحيةٍ بيضاء، كان يتفحصُ الكتب بلهفةٍ ليتني أستطيع وصفها، أثارت دهشتي حيث كنت أرى أن هذا النوع من الكتب يستهوي غالبًا فئةً أقل سنًا، تمنيتُ لو كان بوسعي أن أسأل ذاك الرجل عما يبحث عنه؟ و لمَ؟ و أن يعلمني سر اقتناءاته .

خرجت بمجموعةٍ مرضية جدًا، يبدو أنه لا مشكلة إذًا إن لم نحضّر للأشياء التي نحب إن كنا نملك إحساسًا يدلّنا إليها (()). 

الجمعة، 7 مارس 2014

نوستالجيا فَرح


خُتم الشتاء
و الغياب نقيض
كذبةٍ لم تُصدق
أردتُ أن يكون 
هذا المساء حلوٌ
كما عهدتُه . .
إن أردت أن يكون،
الريح تطرق النوافذ 
تودّ المشاركة!
ستائر الدانتيل 
تتراقص
للفكرة الخاطفة،
أولسنا لم نأتمن 
حضور الغد كذلك؟
تنهيدةٌ يختبئ خلفها
 كثيرٌ من القول،
يرنّ الجرس
اللهفة واقفة على بابٍ 
تقيم خلفه تفاصيل 
الحكاية و أسماءها،
أحضرتُ مقعدين
أشعلتُ شمعتين 
قطفت من الإقحوان
مامال لونه للبياض أكثر
أعدتُ شاي الوردِ المعطّر
كعك الزعفرانِ كأنه
إصفّر و استبشر؟
اللهفة حاضرةٌ هنا
مذكّرة مُورّدةٌ تدعو
 للكتابة بلا توقف،
اختُطف قلبي
 نحو الكثير . .  
نحو الوراء،
نحو طيرٍ
يرفّ بحريّة غيمِ
السماء،
لتُنزلني بغمضةٍ
و تضع بين أصابعي
زمهريرية تربةٍ تنتظر،
اللهفة حاضرةٌ هنا 
و المساء يطول
حيرةٌ تتراجع حتى تزول 
إنه مقامٌ لاكتمال الفرح!
لأن تبقى نوافذنا مضويةً
فيهيم بنا القمر
ويغلب دورانه السّرَح،
فلا يدرك الصباح 
حين أتى،
ولا عازف الأكورديون
العابر لشارعنا بتمايلٍ،
يغنّي:
يا قمرُ ياقمرُ،
الصبح قد أتى . . ♫