الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

تشرينٌ يعود



مُذكرات تشرين، أول من أمسكَ بيدي بعد وقوفٍ طال سكونهُ قبل عامين . .
و بما ان الذكرى مازالت تعود و ترفّ حول شبابيكٍ تأبى ألا تحتضنها احتضانًا يطول لليلةٍ، ليومينِ ، بل لشهرٍ يتشبثُ بإحيائها في قلبهِ كُل عام .. أظنّ أن هذهِ الليلة الأولى، ستفتحُ النافذة من جديد و من هذا المكان،

" في اليومِ الأول من تشرين عام 2011 ، وُلدت هذهِ المذكرات لتحكي عن عامٍ مضى، وُلدت بحروفٍ يتيمةٍ أُخذت بين يدينِ غريبتين و ارتمت في حضن من ليس منها، و بالرغم من ذلك أمسكها و دفئها و أخذ يُلقي في مسمعها تراتيل الأذان ..
( الله أكبر ) ، فلا ذعرٌ يصيبكِ من دُنيا ستجني عليكِ بالكثير .. ( الله أكبر )، إن لقيتي الحُزن استصغريهِ مهما يكُن كبير ..
يهمسُ آذانًا، و يتمتمُ قلبهُ بما علمتُهُ الحياة، و يرى عينانِ تنظُران، شفتانِ تبتسمان، حتى صارت البسمةَ مُخلدةً في ملامحها .

هبت رياحٌ تجرّ معها الكثير من السنين، و كبُرت حروفٌ مازال يُرى الجمالُ في مكمنها، مازالت كيومٍ وُلدت فيه، كشهر تشرين ، تحملُ في قلبها أملًا لم يزل ممهدًا دون أن يكبر، تشتاقُ لمن تنتظره ولم تدري بأن هناك من ينتظرهُا، في عينيها عالمٌ لا ينتهي، مُدنٌ هنالكِ و طُرقاتٍ كثيرًا ما أبلّها مطرُ ليلٍ طويل، شهدت أزقاتها عن كل حكايا الرحيل ..

كبُرت تلك الحروف أمام عيناي خجولةً تختبئُ بين الأوراقِ المُبعثرة و تحت وسائدِ الحنين، كبُرت و هي تتخذُ نافذتي محطةً لغيرِالانتظار، محطةً وُضعت كي تمر عليها الأيامُ بحبٍ و سلام ..

ففي الأيامِ  هُنالك من هُم متشابهون فتمضي بجانب النوافذِ المفتوحةَ و كأنها لم تكُ شيئا .. و منها من يقفُ ليلقي عليها السلام، فتعطيهِ النوافذ شيئًا مما يكمن خلفها ، فيذكُرها .. و تذكُره و تكتبهُ و تؤرخهُ بحبرٍ لا يزول ..

و من تلك الأيام كذلك من يقفُ أمامها ليشكو لها، رغمَ أنهُ لا يعرفُ من يسكنُ وراءها، لكنّها تنتزعُ أساهُ من صدرهِ ببلسمِ كلماتٍ كأنهُ كان لا يريدُ غيرها، فيرحل و قد حطّ على روحهِ الرضا و النسيان .

كبُرت صغيرتي و مازالت عصيةً على البوح، تتأرجحُ بين الفؤادِ و الروح، لهَا طقوسٌ مُنتظره، وأغانٍ يتغنّى بها الزمان ،ولكنّ القلمُ بها يحتار حين يحكي .. من أين يبتدئ و إلى أي كلمةٍ عليهِ أن يُفضي، و متى يكون معها الضحك، و متى ان رآها عليهِ أن يبكي ؟ "

. . . . . . . .  





"  و تمضي لياليكَ يا تشرين حتى تختمُك بالنون ....  نُونٌ ، خاتمةٌ من نورٍ يسطعُ في عينيّ في كل مرّة فلا أكادُ أرى ما الذي بعدُ سيأتي معك، و هل سأراني كما كنتُ في كل مرةٍ تأتي و معكَ قدرٌ كنتُ قد جهلتهُ .في كل تلك المرّات التي تُعلن فيهِ حضورك يا تشرين، فانك توقض فيَّ الكثير من الذكرى الجميلة، فأحبكَ أكثر ، و أهوى كل طقوس حضروكِ بجنونٍ أكثر، نسيمكَ،هدوءكَ، مواعيدُك ، و لقاءاتٌ لا تشتهي أن تكونَ إلا حين تحين! من بينها لقاءي الأول بهذهِ الحياة. "



انتهى .